رفعت منطقة جازان وتيرة الحب والأحاسيس الجميلة عبر الشعر، وأحيت فن الطارق الشعري بعد غيابه عنها سنوات طويلة، إذ تألق نادي أدبي جازان في إعادة التوهج للشعر والأدب وتنافسهما في أسبوع حافل بالثقافة، ليكون هذا الأسبوع درة تاج فعاليات موسم الشتاء 25.

ونجح النادي في بث الروح وإحياء فن الآباء والأجداد وتعلقهم بالشعر في المناسبات والأفراح والأسواق، حيث نظم النادي الذي يرأسه حسن صلهبي، فعاليات شهدت تحديات شعرية، نتج عنه رد أحد أحفاد الشعراء على أبيات الشاعر معبر النهاري في فن الطارق بعد 30 عاما، من إنشاده على مسامع الآخرين وتدوينه آنذاك.

وفن الطارق هو فن شعري، ولون من ألوان الشعر الشعبي الذي لا يخلو من البلاغة والفصاحة، وسرعة البديهة، وعنوان آخر من المنافسة في هذا اللون الرائع الذي لا يزال ضمن أهم مواريث الألوان الشعبية الكثيرة بمنطقة جازان، والذي يتنافس به الشعراء في شعر الجناس، والمساجلة الشعرية، وفن الرد السريع، والتعبير عن المشاعر والأحاسيس، وسرد الشاعر النهاري نماذج من هذا اللون، وسط مداخلات من المهتمين به في المنطقة.


شغف تاريخي

على الرغم من قِدَمِ فن الطارق الذي اشتهر في مناسبات منطقة جازان المختلفة، فإن الذي أدار دفة الحوار خلال الفعالية طالب جامعي متعلق بهواية الأدب والشعر، هو الطالب الحسن الحربي الذي أبدع في مقدمته وإدارته فن الطارق.

ويعرف عن منطقة جازان عامة ولعها بالشعر والشعر الشعبي، وفن الطارق الذي كان يسكن معظم البيوت، وكان من مظاهر الاعتزاز والفخر، ولا تكاد تخلو مناسبة من المناسبات دون حضوره.

ذكريات جميلة

أعاد الأديب والشاعر والمهتم بالتراث الشعبي معبر النهاري ذكريات الزمن الجميل، ومساءات الأفراح والأعراس والأهواد بمنطقة جازان، وسط حضور عدد من المهتمين بالأدب والثقافة، حيث استعرض النهاري ألوان هذا الفن الذي كان عنوانًا عريضًا لأبناء المنطقة في مساءات أفراحهم، ونهارات معاشهم، بل وفي أسواقهم، وفي مختلف مناحي معيشتهم.

شعر الإحساس والحب

أكد المهتم بالأدب والثقافة في منطقة جازان محمد باجعفر أن «شعر الطارق هو شعر الجناس، وعرف بشعر الإحساس والحب والمشاعر، ويتكون من بدع ورد، يعتمد فيه الشاعر على التورية والرمزية».

وأشار إلى أن لفن الطارق أوقات يتسامر فيها الشباب على ضوء القمر، فيقوم أنداهم صوتاً، ويطلق العنان لصوته، ليعبر به المنازل القريبة، يحمل معه رسائل الشوق والعتاب لتلتقطها محبة اشتاقت لحبيبها، أو قلب ذاق العناء، أو مفارق لديرته أتعبه الحنين.

وأضاف، أن «الطارق انتشر في تهامة، ولا نعرف له تاريخ بداية، ولكن بحسب النصوص المحفوظة من القرن الماضي، وما تحتويه من قوة النظم وبديع المعاني، فنقول: إن القرن الماضي هو الفترة الذهبية لشعر الطارق».

منجم تراثي

وصفت الأديبة والشاعرة أفراح مؤمنة منطقة جازان بأنها تشبه المنجم لهذا التراث الأصيل «فن الطارق»، مستشهدة بأن إحدى النساء تركت فيها أثرًا بعد مقابلتها لها، وهي تعيد تراث الأجداد، ويتناقله الأجيال جيلاً بعد آخر، وسط روائح عطرية تفوح بالأدب والشعر في جازان.

فن الطارق

لون من ألوان الغناء الشعبي.

عُرف في المناطق الجنوبية بالمملكة.

يُؤدى فرديًا.

يعتمد غناؤه على المحسنات البديعية مثل السجع، والجناس، والتورية.

تمتلئ ألحانه وموضوعاته بالشجن.

يُؤدى كوسيلة لتزجية الوقت في الأسفار وقطع المسافات الطويلة وليالي السمر والجلسات الخاصة.

يعد من وسائل الترويح عن النفس.

يبتعد عن الإيقاعات الصاخبة ويعتمد على عذوبة الصوت ومختارات شعرية من صميم الثقافة المحلية.