وعلى سبيل المثال لا الحصر من مواقفنا العظيمة لحل القضية.. نستحضر من ذاكرة التاريخ المشرف لمواقفنا مؤتمر فاس عام 1981م ومشروع الملك فهد حينما كان وليا للعهد.. وحل الدولتين الذي أصبح مشروعا عربيا.. لنثبت هذا المشهد في الذاكرة بكل تفاصيله، وننتقل للعام 2023م كانت إسرائيل في أضعف حالاتها تعاني أزمات اقتصادية وانقساما داخليا.. وتستجدي التطبيع مع المملكة العربية السعودية.. والمملكة وضعت شروطا أشركت فيها السلطة الفلسطينية.. ومن أهمها دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. وكان الضامن الدولي الولايات المتحدة الأمريكية.. وغير ذلك من الشروط التي تصب في صالح القضية الفلسطينية.. ما حصل.. أن إيران.. والإخوان، والصهيونية العالمية.. وتجار القضية.. وجدوا أن الحل هذا سيقضي على أحلامهم وسيقطع الطريق على متاجرتهم، وسيتحقق السلام، وستقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.. وسيدفن حلمهم الذي لن يتحقق (الشرق الأوسط الجديد). ومنذ الدقيقة الأولى وقياداتنا الرشيدة وعلى رأسهم سمو سيدي ولي العهد حفظه الله يصلون الليل بالنهار لإيقاف آلة القتل الإسرائيلية.. والتي كانت هذه الحرب فرصة ذهبية لتوحيد الصهاينة وتقوية موقفهم وهم الذين كانوا قبل 7 أكتوبر في أضعف حالاتهم.. المهم أن بلادنا عملت ما لم يعمله العرب مجتمعين لحماية الفلسطينيين.. فقد حشدت بلادنا كافة جهودها السياسية الضاغطة على المجتمع الدولي لوقف التصعيد في غزة، حيث قام وزير خارجيتنا الأمير فيصل بن فرحان بزيارات مكوكية لمعظم عواصم القرار العالمي والعواصم المؤثرة لوقف هذا التصعيد الذي قدمته حماس لإسرائيل على طبق من ذهب.. لتبدأ حملات منظمة وممنهجة ومعد لها سلفا لشيطنة السعودية، وتخوين قادتنا، وأنها التي سهلت مذبحة غزة وأنها السبب في نكبات فلسطين.. وخرجت مظاهرات غوغائية تحركها تنظيمات وأحزاب إخوانية وصفوية وصوفية وصهيونية أيضا ترفع شعارات جوفاء.. وتسقط كل نكسات الفلسطينيين علينا.. وأيضا لم يوفروا حتى مصر والأردن.. المخطط ليس غزة.. الهدف من كل ذلك دفن عملية السلام.. واستمرار حالة التوتر قائمة فهناك أطراف فلسطينية وإقليمية ودولية من مصلحتها بقاء حالة اللا سلم واللا حرب.. والدفع بمناوشات وحروب مؤقتة لاستمرار الوضع كما هو عليه.
ما يهمنا كسعوديين.. أن نثق في حكمة قيادتنا ونقف صفا واحدا خلفها.. وألا يتبنى البعض بحسن نية خطاب الغوغاء العرب المؤدلجين الذين تحركهم أحزاب وتنظيمات تتكسب من الحروب، وتناصبنا العداء.
باختصار لا يوجد بلد على وجه الأرض دعم فلسطين كما فعلت السعودية.. ولن يسمح السعوديون بمزايدات المزايدين على مواقفنا، من أصحاب الشعارات الجوفاء والبطولات الكلامية خلف المايكرفونات.
حفظ الله بلادنا أقدس وأطهر وطن.. وحفظ ولاة أمرنا حراس العقيدة والدين.. والشعب السعودي العظيم أحفاد الصحابة الفاتحين.