لم يكن مفاجئًا ذاك الحزن الذي لف العالم برحيل الملكة إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر الحالي، فقد عرفت بانفتاحها الكبير على العالم، حيث زارت أكثر من 117 جولة في العالم، وسافرت بالطائرة لأكثر من مليون ميل، ما جعلها تحمل الرقم القياسي كأكثر شخصية على رأس إحدى الدول، تسافر إلى أكبر عدد ممكن من الدول، وهو رقم من الصعب كسره قريبًا، خصوصًا أن عدد رحلاتها حسب صحيفة «التلجراف»، يعادل الدوران حول الأرض لـ42 مرة.

للعرب نصيبهم

حظيت الدول العربية بزيارات مشهودة من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وقد زارت السعودية عام 1979 ضمن جولة لها على الشرق الأوسط، لكن أول زياراتها للدول العربية كانت لليمن (اليمن الجنوبي)، وذلك عام 1954، أي بعد سنتين فقط من تنصيبها ملكة، فيما كانت آخر زيارة لها للدول العربية إلى تونس عام 1980.

وحطت إليزابيث في «مستعمرة عدن» برفقة زوجها الأمير فيليب، حيث كانت عدن حينئذ إحدى مستعمرات التاج البريطاني.

وكانت تلك الزيارة للراحة، حيث كانت الملكة قادمة من أستراليا.

جاءت زيارة الملكة إليزابيث إلى عدن في 27 أبريل 1954 خلال الاستعمار البريطاني لدولة الجنوب العربي آنذاك.

وبعد مضي 25 عامًا، وتحديدًا في أوائل عام 1979، زارت في جولة في الشرق الأوسط كلا من الكويت والبحرين والسعودية وقطر والإمارات وعمان.

استذكار الماضي

بعد ساعات قليلة من إعلان وفاة إليزابيث الثانية، عن عمر ناهز 96 عامًا، أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن نشر معلومات وصور لزيارتها مع زوجها الأمير فيليب إلى مدينة عدن.

وكانت عدن قد استقبلت إليزابيث الثانية في مراسم أقيمت بميناء مديرية التواهي أو ما كانت تعرف بـ«ستيمر بوينت»، بعرض عسكري كبير بالآلات الموسيقية وبحضور المئات من أهالي عدن.

واصطف جنود الحرس الملكي على طول رصيف الميناء يلقون التحية العسكرية للملكة البريطانية الشابة التي كان عمرها آنذاك لا يتجاوز الثلاثين عامًا، وبدأت باستقبال عدد من قيادات ورموز عدن وقتها الذين قدموا لاستقبالها والترحيب بها، بعد أن تم استقبالها بأكاليل من الزهور المقدمة من طالبات مدارس عدن.

وكانت مديرية التواهي حينها، تبدو كقطعة مصغرة من بريطانيا، حيث كان مجسم الساعة يشبه ساعة «بيج بن» ويقع في أعلى الجبل المطل على الميناء، وعلى امتداد نظر الزوار والقادمين إلى المدينة، بالإضافة إلى نصب ومجسمات عدة منتشرة في المديرية شيدها الاستعمار البريطاني لرموزه، ومنها مجسم حجري للملكة فيكتوريا، ورصيف السواح، وفنادق وبنايات أخرى مبنية على الطراز المعماري البريطاني القديم، ومنها فندق كريسنت «الهلال»، وفندق روك «الصخرة»، وأخرى عدة لا يزال معظمها قائمًا حتى اليوم. وكان يطلق على عدن مسمى Littel London أي لندن الصغرى خلال حقبة زمنية كانت ذهبية.

زيارات رسمية

بدأت إليزابيث زياراتها الفعلية الرسمية للدول العربية، بزيارة ليبيا في عهد الملك إدريس السنوسي، وزارت تحديدًا مدينة طبرق، حيث قلدها الملك وسامًا.

وكان ثاني حاكم عربي زارت إليزابيث بلاده كان أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، وذلك في جولة خليجية لها شملت البحرين، ثم السعودية، ثم قطر، ثم الإمارات، وأخيرًا عمان، والتقت حكام المنطقة ومنهم الملك خالد بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

أول 10 دول زارتها الملكة الراحلة

كينيا 1952بيرمودا 1953جامايكا 1953فيجي 1953تونجا 1953نيوزلندا 1954أستراليا 1954 جزر كوكوس 1954سيلان 1954اليمن (عدن) 1954أوغندا 1954مالطا 1954جبل طارق 1954نيجيريا 1956كندا 1957كندا 1959