كشفت دراسة جديدة أن الأدوية الشائعة لعلاج مرض السكري وفقدان الوزن، مثل أوزيمبيك وويجوفي، قد تقدم فوائد صحية غير متوقعة، بدءا من الحد من خطر الإدمان إلى الحماية من مرض ألزهايمر.

مع ذلك، فإن هذه الأدوية تنطوي أيضا على مخاطر مهمة ينبغي للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية أن يأخذوها في الاعتبار بعناية.

ففي أحد أكثر التحليلات شمولا حتى الآن، فحص الباحثون السجلات الصحية لنحو 216 ألفا من المحاربين القدامى، لرسم خريطة كاملة للنطاق الكامل للتأثيرات المرتبطة بمستقبلات GLP-1RAs، وتشمل هذه الفئة من الأدوية سيماجلوتيد (أوزيمبيك - ويجوفي) وليراجلوتيد (فيكتوزا - ساكسيندا).


وكشفت النتائج المنشورة في مجلة Nature Medicine أن هذه الأدوية تؤثر على أنظمة جسدية أكثر بكثير مما كان معروفًا سابقًا. وبخلاف فوائدها المعروفة في التحكم بنسبة السكر في الدم وفقدان الوزن، يبدو أن GLP-1RAs تقلل من خطر الإصابة باضطرابات تعاطي المواد المختلفة، بما في ذلك إدمان الكحول والقنب والأفيون والمنشطات. كما ارتبطت الأدوية أيضًا بخفض معدلات الاضطرابات الذهانية والنوبات والتدهور المعرفي، بما في ذلك مرض ألزهايمر والخرف.

وأظهر المرضى الذين يتناولون GLP-1RAs انخفاض مخاطر مشاكل تخثر الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى وفشل الكبد ومرض التهاب الأمعاء، وعدد من حالات الجهاز التنفسي، بما فيها الالتهاب الرئوي والانسداد الرئوي المزمن.

الفوائد (مع تقليل المخاطر)

تعاطي المخدرات والصحة العقلية

اضطرابات تعاطي الكحول: أقل بـ11%

اضطرابات تعاطي القنب: انخفاض بـ12%

اضطرابات تعاطي المنشطات: أقل بـ16%

اضطرابات تعاطي المواد الأفيونية: انخفاض بـ13%

الأفكار الانتحارية/إيذاء النفس: أقل بـ10%

الشره المرضي: انخفاض بـ19%

الفصام/الاضطرابات الذهانية: أقل بـ18%

عصبي

النوبات: أقل بـ10%

الاضطرابات الإدراكية العصبية: أقل بـ5%

الخرف: أقل بـ8%

مرض ألزهايمر: أقل بـ12%

القلب والأوعية الدموية والدم

احتشاء عضلة القلب: أقل بـ9%

السكتة القلبية: أقل بـ22%

قصور القلب: أقل بـ11%

السكتة الدماغية الإقفارية: أقل بـ7%

السكتة الدماغية النزفية: أقل بـ14%

اضطرابات تخثر الدم: أقل بـ8%

تجلط الأوردة العميقة: أقل بـ8%

الانسداد الرئوي: أقل بـ12%

أنظمة أخرى

إصابة الكلى الحادة: أقل بـ 12%

مرض الكلى المزمن: أقل بـ3%

العدوى البكتيرية: أقل بـ12%

الالتهاب الرئوي: أقل بـ16%

مرض الانسداد الرئوي المزمن: أقل بـ10%

فشل الجهاز التنفسي: أقل بـ23%

فشل الكبد: أقل بـ24%

مرض التهاب الأمعاء: أقل بـ12%

سرطان الكبد: أقل بـ18%

المخاطر المحتملة

حددت الدراسة أيضًا عددا من الآثار الجانبية والمخاطر، فالـGLP-1RAs تسبب غالبًا مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والقيء والارتجاع الحمضي. لكن الباحثين وجدوا أيضًا زيادة في مخاطر انخفاض ضغط الدم ونوبات الإغماء وآلام المفاصل وحصوات الكلى والتهاب الكلى، وربما كان الأمر الأكثر إثارة للقلق هو ارتفاع خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الناجم عن الأدوية، الذي يمكن أن يكون خطيرًا.

وقد حلل فريق البحث، بقيادة الدكتور زياد العلي، في نظام الرعاية الصحية التابع لوزارة شؤون المحاربين القدامى بسانت لويس بيانات من 215970 من المحاربين القدامى الذين بدأوا في تناول مثبطات GLP-1RA بين أواخر 2017 و2023. وقارنوا نتائجهم الصحية بمجموعات تحكم متعددة: المرضى الذين يتناولون أدوية أخرى لمرض السكري، وأولئك الذين يواصلون رعايتهم المعتادة دون مثبطات GLP-1RA.

مخاطر GLP-1RA (مع زيادة المخاطر)

الجهاز الهضمي

الغثيان والقيء: أعلى 30%

الارتجاع الحمضي: أعلى 14%

التهاب المعدة: أعلى 10%

التهاب المعدة والأمعاء غير المعدي: أعلى 12%

شلل المعدة: أعلى 7%

التهاب الرتوج/التهاب الرتوج: أعلى 8%

التهاب البنكرياس الناجم عن المخدرات: أعلى 146%

أنظمة أخرى

انخفاض ضغط الدم: أعلى 6%

الإغماء: أعلى 6%

اضطرابات النوم: أعلى 12%

الصداع: أعلى 10%

التهاب المفاصل: أعلى 11%

آلام المفاصل: أعلى 11%

التهاب الأوتار/التهاب الغشاء المفصلي: أعلى 10%

حصوات الكلى: أعلى 15%

التهاب الكلية الخلالي: أعلى 6%

نظرة ثاقبة

سمح هذا النهج للباحثين بتقييم تأثيرات الأدوية عبر 175 حالة صحية مختلفة، بدءًا من النوبات القلبية وحتى الصداع. وكانت فترة المتابعة المتوسطة 3.68 عام، مما يوفر نظرة ثاقبة للتأثيرات القصيرة والمتوسطة المدى لهذه الأدوية التي تزداد شعبية.

وقال الدكتور العلي، عالم الأوبئة السريرية وأمراض الكلى، الذي يعالج المرضى في مستشفى جون جيه كوشران للمحاربين القدامى التابع لجامعة واشنطن للطب في سانت لويس: «نظرًا لحداثة هذه الأدوية وشعبيتها المتزايدة، فمن المهم فحص تأثيراتها على جميع أنظمة الجسم بشكل منهجي، لفهم ما تفعله وما لا تفعله».

وقد تساعد هذه النتائج في تفسير التقارير القصصية المتزايدة عن الفوائد غير المتوقعة التي يحصل عليها مستخدمو GLP-1RA، مثل انخفاض الرغبة الشديدة في تناول الكحول أو تحسن الحالة المزاجية، والتي بدت غير مرتبطة بتأثيرات العقاقير على الوزن وسكر الدم. وتشير الدراسة إلى أن هذه ليست مجرد مصادفات، بل إنها تعكس التأثيرات الواسعة النطاق للعقاقير في جميع أنحاء الجسم.

نتائج مثيرة

تثير النتائج أيضًا احتمالات مثيرة للاهتمام لتطبيقات علاجية جديدة، فهل يمكن وصف هذه الأدوية في نهاية المطاف لمنع التدهور المعرفي أو علاج الإدمان؟ وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، فإن هذه الدراسة تقدم أدلة دامغة على استكشاف هذه الاستخدامات المحتملة.

وقال العلي: «لقد سمح لنا نهجنا ببناء أطلس شامل يرسم خريطة للارتباطات التي يسببها GLP-1RA في جميع أجهزة الجسم. وتوفر نتائج الدراسة رؤى حول بعض الفوائد والمخاطر المعروفة وغير المعترف بها سابقًا لـGLP-1RA، التي قد تكون مفيدة في إعلام الرعاية السريرية، وتوجيه أجندات البحث».

وفي الوقت الحالي، يمكن أن تساعد النتائج الأطباء والمرضى على اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن استخدام مثبطات GLP-1RA. كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية المراقبة الدقيقة للآثار الجانبية، خاصة تلك التي تؤثر على ضغط الدم، ووظائف الكلى، والبنكرياس.