ثانيا: إن من أهم الدروس المستفادة لوزارة التعليم من تجربة السنوات الماضية في الدراسة عن بعد، هو ضرورة تطبيق وقياس الفاقد التعليمي للطلبة أثناء عودتهم لصفوف الدراسة، ويتم ذلك بقياس معلمي الصفوف الأولية مقدار التعليم المتحقق في فترة الدراسة عن بعد، ومقارنته مع المستويات المتوقعة لكل مرحلة دراسية (تمهيدي وابتدائي).
ولكن ما الهدف من قياس الفاقد التعليمي للطلاب بالصفوف الأولية؟.
أولا: لتقدير حجم الفاقد التعليمي والبدء في معالجته.
ثانيا: مراعاة أن التباين في درجة الفاقد التعليمي، تعني أن هناك فروقا فردية بين الطلاب في الفهم أثناء الدراسة عن بعد. ومن المتوقع أن نجد مزيدا من التأخر التعليمي لدى الطلاب من الفئات الأقل تركيزا وفهما عندما كانت الدراسة عن بعد، ومن أهم أسبابها غلبة العاطفة عند بعض أولياء الأمور وخاصة الأمهات بمساعدة أبنائهن في حل الواجبات والاختبارات لهم، وخاصة من هم في مرحلة التمهيدي أو الصفوف الأولى بالمرحلة الابتدائية، فيكون الطفل حاضرا جسديا لكنه غائب عقليا وفكريا.
وكل هذه الأمور تعتبر أسبابا من المتوقع أن تثير مزيدا من القلق والمخاوف لدى الطلاب والأسر مع عودتهم للدراسة حضوريا، لأنها تقيم وتكشف عن مستوى الطالب التعليمي.
ويعتبر قياس الفاقد التعليمي للطلاب تحديا صعبا ومشكلة تستوجب شجاعة كبيرة من الجميع، متمثلة في المدارس والمعلمين وأولياء الأمور، ولا بد من خوضها ومواجهتها والعمل على تخطيها ووضع حلول جذرية لها.
ولكن قبل الحديث عن عودة الطلاب واندماجهم اجتماعيا مع زملائهم في المدرسة، ونحن نتحدث عن أطفال أقل من 12 عاما، وعودتهم لصفوف الدراسة يعد مطلبا تربويا ونفسيا، فالطفل كان معنا في جائحة كورونا ولديه بعض المخاوف والقلق من هذا الفيروس، وهناك أطفال فقدوا أحدا من أسرهم بسبب الفيروس، لذلك لا بد أن نطمئنهم أولا ثم نجيب عن هذا السؤال قبل الذهاب إلى المدرسة:
- كيف يمكننا التعامل مع مخاوف الطفل وقلقه من العودة للمدرسة، وتهيئته نفسيا واجتماعيا؟، والإجابة :
تمثل التهيئة النفسية والاجتماعية والسلوكية لدى الطفل، وتكون بعدة طرق منها على سبيل المثال:
• زيارة الطفل للمدرسة مع ولي أمره، للتعرف على المعلمين، بهدف تمهيده قدر الإمكان للدراسة والمكان.
• تواصل ولي الأمر مع معلمي الطفل، لتشجيعه على العودة للمدرسة وطمأنته أن المدرسة تتخذ جميع الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.
• مساعدة الطفل على رؤية الجانب الإيجابي من العودة إلى المدرسة، مثل أن نطلب منه استرجاع بعض الذكريات الجميلة والمرحة عن زملائه ومعلميه ودروسه.
• اتصال الطفل بزملاء الدراسة للتحدث عن خططهم أثناء اجتماعهم داخل المدرسة، حتى يكسر حاجز الخوف لديه.
وجميع هذه الطرق تعزز الشراكة المجتمعية بين وزارة التعليم والصحة مع أولياء الأمور في دعم استمرار الرحلة التعليمية بشكل آمن للطلاب، لعودة حميدة لصفوف الدراسة.