كشفت الوثيقة الإعلامية لبرنامج تنمية القدرات البشرية 2021 - 2025 عن 7 إجراءات لتمكين أهم أهداف البرنامج وهو «التعليم مدى الحياة»، من خلال تمكين كبار السن من استكمال تعليمهم الجامعي.

ومن أبرز ما تضمنته تلك الوثيقة إصدار تشريع يسمح للموظفين بالعمل بدوام جزئي أو تقديم طلب للحصول على إجازة غير مدفوعة لمتابعة مزيد من التعليم والتدريب أو لتأسيس وتشغيل شركاتهم الخاصة الناشئة.

تعديل سياسة تعليم الكبار


نصت المبادرة الهادفة إلى بناء رحلة تعليمية متكاملة في السعودية وفقًا للبرنامج، على تعديل السياسية لإزالة القيود المفروضة على الأفراد الذين أنهوا التعليم الثانوي من أكثر من 5 سنوات، ويرغبون في مواصلة التعليم العالي، وتمكينهم من الدخول والخروج المتعدد من خلال معادلة المواد والساعات الدراسية.

وكذلك تطوير برامج لتسريع تنمية المهارات وإعادة تأهيلها بالتعاون مع القطاع الخاص لمختلف القطاعات ذات الأولوية من أجل تطوير المهارات وإعادة التأهيل، ومعالجة الفجوات الحالية والمستقبلية في سوق العمل.

برامج جامعية قصيرة

ستعمل الجامعات على تطوير شهادات جامعية قصيرة معتمدة (أقل من 12 شهرًا) تركز على تخصصات مهنية مطلوبة في سوق العمل مثل (الأمن السيبراني، وريادة الأعمال، والثقافة) حيث ستعمل هذه المبادرة بالتعاون بين القطاع الخاص والجامعات لضمان مواءمة هذه البرامج مع متطلبات سوق العمل وزيادة الاعتراف بها.

برامج رقمية للكبار

تضمنت الإجراءات أيضا إعداد برامج لتطوير المهارات الرقمية الأساسية للكبار في السن وتقدم في المؤسسات التعليمية أو من خلال المواقع الإلكترونية، وتهدف إلى تنفيذ شراكات مستدامة مع القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية لتطوير محتوى تدريبي متجدد.

تعليم اللغات الأجنبية

ستتولى وزارة التعليم إنشاء دروس لتعليم اللغات الأجنبية باستخدام مناهج حديثة تعزز من فهم الثقافات المختلفة وتقدم عبر الوسائل التقنية من حاسوب وجوال وغيرهما، ويسهم القطاع الخاص في تطوير المحتوى والأدوات التقنية اللازمة لإيصال الدروس المختلفة.

كما نصت الوثيقة على مراجعة أنظمة ولوائح ترخيص مؤسسات التدريب الأهلي والحكومي مثل الأكاديميات وغيرها، وتحديد معايير الجودة والخدمة.

مشاركة إيجابية

من جانبه، أشاد الدكتور ماجد الركبان المحاضر في القيادة الإستراتيجية بقرار السماح لكبار السن بالدخول إلى الجامعة، وأن التعليم حق للجميع بغض النظر عن الفئة العمرية.

وأضاف أن دخول هذه الفئة إلى التعليم الجامعي وهي فئة ذات خبرة وتجارب في الحياة وفي مجال عملها كذلك سيساعد على إثراء التجربة الأكاديمية عن طريق مشاركتهم تجاربهم العملية مما سيجعل بيئة التعليم الجامعي أكثر حيوية وتفاعلية.

وبين أن القرار السابق باشتراط مرور 5 سنوات أو أقل على التخرج من الثانوية حرم كثيرًا من الأفراد من مواصلة تعليمهم الجامعي رغم قدرتهم ووجود الرغبة لديهم كذلك، وهذا التغيير سيدعم فرص التعلم لهم وينمي قدراتهم المعرفية وهو ما سيصب في تحقيق أهداف برنامج تنمية الموارد البشرية وهو أحد أهم برامج الرؤية المهمة والأساسية.

تجربة زمالة كبار السن في الخارج

أكد الركبان أن هذا الوضع هو المعمول به في التعليم الجامعي في كثير من الدول المتقدمة، حيث سبق له أن زامل عددًا من الطلاب الجامعيين ممن هم أكبر منه سنًا إبان دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية، واستفاد من خبراتهم التي نقلوها للطلاب وهو ما وفر كثيرًا من الوقت لاكتسابها، بل إن بعض الطلاب الأصغر سنًا استطاعوا الحصول على وظائف مميزة عن طريقهم نتيجة علاقاتهم المتعددة في المجتمع المهني.

وختم حديثه بالقول إن دعم تأهيل الأفراد ممن هم على رأس العمل سيخلق مجتمعًا حيويًّا ومستمر التعليم قادر على مواجهة مختلف التحديات.

ركيزة أساسية

أوضحت مساعد وكيل جامعة تبوك للتطوير والجودة للتخطيط الإستراتيجي الدكتورة أسماء محمد التركي، أن إتاحة فرص التعلم مدى الحياة تعد إحدى ركائز برنامج تنمية القدرات البشرية الذي جاء انطلاقًا من اهتمام المملكة بتنمية القدرات البشرية لتكون منافسة محليًا وعالميًا.

وقالت «تهدف هذه الركيزة لبناء أساس مرن ومتين للمواطن في سوق العمل تماشيًا مع توجهات الدولة حفظها الله في تحقيق استدامة الموارد البشرية».

وتابعت «لا يخفى على الجميع أن إزالة شرط مضي خمس سنوات على شهادة الثانوية العامة للقبول في الجامعات سيساعد من لم تسمح لهم ظروفهم بإكمال دراستهم بعد التخرج مباشرة، كما سيفتح الطريق أمام الجميع للالتحاق بالتعليم العالي مما يوفر فرص تعلم مدى الحياة للجميع، مما سينعكس أثره على سوق العمل من خلال دعمه بالقدرات البشرية القادرة على المنافسة محليًا وعالميًا على المستويات كافة.

إثراء التنوع العمري

أكد الدكتور سلطان بن محمد العيدان من كلية الحقوق - جامعة دار العلوم أن التجربة ستكون ناجحة، وعلل ذلك بقوله «لأن فرصة التعليم الجامعي قد تناسب عددًا من كبار السن لكن بسبب القيود النظامية على الأعمار في القبول والتسجيل تحرمهم من هذه الفرصه والتجربة».

وعن مدى تأثيرها، ذكر أن تأثيرها إيجابي على المستوى العام للتعليم، فالتنوع العُمري قد يكون له إضافة وإثراء في المرحلة الجامعية، المنافسة في القبول قد تكون عالية، لذلك أعتقد أن أحد التحديات هي وضع آلية واضحة وشاملة لإجراءات القبول.

وأوضح الدكتور العيدان أن للقرار فوائد عدة تكمن في تعزيز الفرص التعليمية لمختلف شرائح المجتمع، وإعطاء فرصة لكبار السن ممن لم تتاح لهم الفرصة سابقًا لخوض التجربة الجامعية، والنشاطات اللاصفية قد تكون بها فوائد عدة بسبب الاحتكاك وتبادل الآراء بين كبار السن والشباب.

فيما ذكر الدكتور مهدي الطاهر عضو هيئة تدريس سابقًا بقسم التربية وعلم النفس بكلية التربية بجامعة الدمام أن «هذا نظام يطبق في عدد من الدول، ويُعد ضمانًا لحق المواطن في التعلم».

وأضاف «هناك كثير ممن ينتظر هذه الفرصة الرائعة، فنجاح التجربة يعتمد على معايير القبول».

وعن ما يمكن أن تحققه التجربة من فوائد قال «المجتمعات المتقدمة تمتاز بمستوى وعي أفرادها، والتحصيل الأكاديمي يحقق هذا الجانب، الذي يرتبط بالمسؤولية في المساحات السلوكية المختلفة، ونأمل أن يتحقق ذلك مما يسهم في خفض عدد من المشكلات الفردية والمجتمعية».

U3A جامعة العمر الثالث

هي حركة وطنية هدفها التعليم والتحفيز للمتقاعدين بشكل أساسي في المجتمع- هؤلاء الذين في «العمر الثالث» من الحياة. ويشار إليها عادةً باسم «U3A».

لا يوجد نموذج مقبول عالميًا لـ«U3A». فقد تمّ تعديل مفهومها الأصلي في فرنسا، كنشاط جامعيّ خارج أسوار الجامعة بشكل كبير في المملكة المتحدة، حيث تم الاعتراف بأن معظم الأشخاص في سن التقاعد لديهم شيء يسهمون به، وكان التركيز على المشاركة، دون روابط رسمية أو جامعات تقليدية.

عدد من الدول الناطقة بالإنجليزية اتّبعت هذا النموذج، بينما اتّبعت الدول الأوروبية القاريّة في الغالب، النموذج الفرنسي. لأسباب تاريخية، «معاهد التعلم مدى الحياة» مصطلح يستخدم في الولايات المتحدة لمنظمات شبيهة بـ«U3A».

أبلغ الموقع الإلكتروني لجامعة العمر الثالث البريطانية هذا حول أهلية عضوية «العمر الثالث»: «عضوية «U3A» ليست مرتبطة بعمر محدد ولكن بفترة من حياة الشخص (العمر الثالث) بعد العمر الثاني من الموظفين بدوام كامل والمسؤولية الأبوية، يستطيع أي فرد في عمره الثالث الإنضمام لـ«U3A»، وهذا يشمل الناس الذين يعملون بدوام جزئي. ولا يوجد عمر أقل للعضوية».

تجارب دولية

1. الصين:

تملك الصين 19 ألف جامعة لكبار السن ويوجد فيها حاليًا 12 قسمًا ويدرس فيها حوالي 1.8 مليون مسن.

2. الولايات المتحدة

يوجد 271 تعليمية تسمح لكبار السن بالدراسة في أروقتها وهناك عدة طرق للكبار للحصول على التعليم منها المنح الدراسية التي تساعد في دفع النفقات، بالإضافة إلى فرص للتدريب على العمل ودورات للكمبيوتر عبر الإنترنت.

3. بريطانيا

يوجد 24 جامعة بارزة تسمح لكبار السن بالدراسة، وهناك نوافذ تعليمية متاحة في مجالات تعليم الكبار من خلال دورات مسائية وكورسات مهنية ونظام الجامعة المفتوحة التي تتم الدراسة فيها عبر الإنترنت وهي تمنح شهادات جامعية معتمدة أيضًا.

إتاحة فرص التعلم للجميع

1. التعليم العالي للجميع بمن فيهم كبار السن.

2. إزالة القيود المفروضة على الأفراد الذين أنهوا التعليم الثانوي من أكثر من 5 سنوات.

3. تطوير برامج لتسريع تنمية المهارات. وإعادة تأهيلها بالتعاون مع القطاع الخاص لمختلف القطاعات ذات الأولوية.

4. تطوير شهادات جامعية قصيرة في الأمن السيبراني، وريادة الأعمال، والثقافة.

5. إعداد برامج لتطوير المهارات الرقمية الأساسية للكبار في السن

6. إنشاء دروس لتعليم اللغات الأجنبية باستخدام مناهج حديثة.

7. مراجعة معايير الجودة والخدمة في مؤسسات التدريب.