عدنان هوساوي

لم يعد غريبًا أن نرى ونشاهد ثلاثا من العربات المحملة بصنوف عديدة من المواد الغذائية المتنوعة، يدفعها شخص واحد في مراكز التسوق، أصبحت هذه الظاهرة مألوفة لدينا في مراكز البيع و" السوبر ماركت"، يتكرر هذا المنظر مع بداية كل رمضان في الفترة الممتدة بين أول يوم فيه إلى العاشر منه تقريبًا، هذه الكمية الكبيرة التي تحملها العربات مما لذ وطاب، هي مؤنة شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، فلا سبيل لاستقبال هذا الضيف إلا بمائدة طعام ممتلئة عن بكرة أبيها بما تشتهيه الأنفس وتلذ له الأعين، هكذا يفهم البعض مؤنة هذا الشهر مع بالغ الحزن والأسى.

مراكز بيع المواد الغذائية المنتشرة في أرجاء المدينة مزدحمة بالبشر بصورة مكثفة لا نظير لها، تفوق باقي أشهر السنة، والشوارع مكتظة بالسيارات، وهو أمر لافت وظاهر للعيان، وكأن هناك خطبا جللا ينتظرهم، فالجميع في سباق مع الزمن، والكل يريد أن يظفر بأكبر قدر ممكن من العروض الرمضانية المقدمة من تجار الجملة والتجزئة الذين يبتكرون أساليب جاذبة وطرقا مغرية لتسويق بضائعهم في رمضان، المستهدف الأول فيها هو المستهلك الضعيف الذي ينجرف مع كل أسف خلف تلك العروض بصرف النظر إن كان في حاجة إلى كل تلك المنتجات التي يقتنيها أم لا، ودون وعي منه بما يشتريه.

في رأيي المتواضع .. بالنسبة لمتطلبات شهر رمضان الغذائية، يفترض ألا تختلف عن بقية أشهر السنة من حيث كمية الطعام ومن حيث عدد الوجبات اليومية، بل على العكس، فإنه يحسن بنا أن نقلل ونخفض من تلك الكمية في هذا الشهر تحديدًا، ففي كل شهور السنة هناك ثلاث وجبات رئيسة، " الفطور والغداء والعشاء"، وفي رمضان " السحور والفطور" هما الأصل، ووجبة أخرى يستسيغها البعض آخر الليل بعد صلاة التراويح، وقد يقتصر الأمر على وجبتين رئيستين فقط؛ السحور والفطور، مع ذلك يشهد شهر رمضان الكريم طفرة غذائية إن صحت التسمية لا مثيل لها، وليس لها ما يبررها، وهنا المفارقة العجيبة/ الغريبة التي تستحق التأمل!