احتفت جماعة الإخوان في الأردن بتحقيقها رقمًا قياسيًا في انتخابات البرلمان الأردني، وظهر أنصارهم وهم يسجدون شكرًا للنتيجة التي تحققت، كانوا قد مُنحوا قُبلة الحياة بتكلفة بشرية هائلة خارج حدود الأردن، وما ظهر في الشَّارع الأردني من ارتفاع عدد أنصار الجماعة، الذي ترجم على شكل أصوات انتخابية هو ما تطمح له الجماعة في مختلف المناطق العربية، لذلك كانوا سبَّاقين إلى إظهار انتمائهم إلى التعبير عن التعاطف الشعبي.
إنَّ ما حدث في الشَّارع الأردني سبق أن حدث في المنطقة العربية مع أواخر 2010 وأوائل 2011 حينما وجد الإخوان في انحيازهم إلى العواطف الشعبية في العديد من المناطق العربية والتربيت عليها طريقًا لهم للوصول إلى تنظيم ذلك التعاطف إلى طريقه في الصناديق الانتخابية، لكنَّ الميل مع العواطف لا يصنع حلولًا سياسية، ولا يعطي برامج اقتصادية، والسَّعي لإيقاف الزمن عند لحظة عاطفية واحدة دونه خرطُ القتاد، فلم تتوقف المشاكل بل اندفعت لتواجه الإخوان ومن تعاطف معهم بحقائق الأرض، بالمشكلات الحقيقية التي سعوا إلى حلِّها بطرق الخطابة الحماسية والشعارات الرنانة فقط.
وحتى في أعتى الدول الديموقراطية والتي تملك مقدرات هائلة في قوتها السِّياسية والعسكرية والاقتصادية فإنَّ المرشحين في انتخاباتها يقولون الكثير ويعدون جمهور الناخبين بتحقيق أمانيهم، ثم ما أن يصلوا إلى السُّلطة حتى تختلف المسألة، ويضحي للواقع كلمته فيقلُّ سقف الشعارات، فإذا كان هذا في دول مثل الولايات المتحدة، فكيف بغيرها؟ لقد حسب الإخوان أنهم بمغازلة العواطف يمكنهم أن يبقوا على استثمارها، لكنَّ الواقع أثبت كلَّ مرة خطأ هذا التقدير، وحينما رأوا أنَّ العواطف تأجَّجت ضد توجههم، لم يستطيعوا أن يقفوا في وجه الشُّعوب نفسها التي وجدت فيهم المتلاعب بالعواطف، لا المعبِّر عنها.
اعتبر الإخوان الحرب الأخيرة في غزة قبلة الحياة لهم، لكنَّها في الواقع تنذر بأن تكون الكلمة الأخيرة لهم، إذ إنَّ غبار الحروب مهما طالت فإنَّ مصيره إلى زوال، وتخرج بعده الأسئلة والمساءلة، كما حدث في 1967 حينما أسكَرَت كثيرين الخطابات العاطفية، ثم استيقظوا على واقع الفاجعة الحقيقية، وحين تهدأ العاصفة تقف الشعوب أمام المسألة على وجهها، وتعرف من وقف مع الناس في غزة، ومن استغل جراحهم، حينها سيظهر أي دور قدمته دول عربية مثل السُّعودية، ومصر، والأردن، وأي دور لعبه الإخوان.
فهناك فرق بين الذين يضطلعون بالمسؤولية، ويقفون لمواجهة المشكلات بالحلول التي تثمر على أرض الواقع، يضغطون بكل الجهود لتحصيل الفلسطينيين دولة، وكانوا يرسمون البسمة على وجوه الناس المستضعفة في غزة، فتجد الواحد فيهم يشكر السعودية على ما قدمته له في عزِّ محنته، وبين أولئك الذين جعلوا الجراح محل استثمار، لزيادة النفوذ ورفع الشعبية، لمشاريع لا هي تحل المسألة ولا تقلل من مأساة المظلوم فيها، فجماعة الإخوان إلى اليوم لا ترى في الحدود السياسية قيمة، لا ترى أهمية دولة فلسطينية، ولا يوجد لديهم أي رؤية للتخفيف عن الفلسطينيين سوى بالشعارات التي تثمر في صناديقهم الانتخابية.
إنَّ الحرب الأخيرة في غزة سبقها حملات عسكرية، لكنَّ الأخيرة مختلفة في كونها إعلان حرب، وليست مجرد حملة عسكرية محدودة، وهذا يعني أنَّ تقدير جماعة الإخوان لها يخونها، إذ يحسبون مثل كلِّ مرة أنها فرصة لزيادة الشعبية، وإطلاق الصيحات التي لا يتحقق منها شيء، فهذه المرة هناك وقائع جديدة، ونتائج مختلفة، ولم يكونوا فيها مجرد متفرجين بل جزءًا من صناعة الحدث، وهو ما يفرض عليهم أسئلة ومساءلة، بما يشير بوضوح إلى أنَّ الجماعة ستكون كلمتها الأخيرة في غزة، حينها تدرك الشعوب التي طالما تلاعبت بهم الجماعة الفرق بين حقائق الواقع، وبين الصِّناعة الإعلامية، والتوجيه العاطفي الذي قادته الجماعة.
إنَّ تقدير جماعة الإخوان لا يتجاوز الحين والوقت، بما يجعلها لا تبصر أبعد من اليوم، لكنَّ غزة التي أمدَّهم الاحتفاء باسمها بشعبية جارفة عبر سنوات طويلة، وكان ذكرها يدرُّ عليهم التبرعات والأموال، بما يجعل النتيجة في صناديق الانتخاب مبشِّرة لهم، هي نفسها غزة التي قد تضع حدًا للجماعة بما يفوق كلَّ ما سبق من تاريخ الإخوان، إذ إنَّها تدفع نحو رفض شعبي للجماعة لا مجرد توصيف قانوني لها، بما يجعل كلمتها الأخيرة قيلت في غزة، والأيام مهما خبأت النتائج والأسئلة، إلا أنَّها ستنكشف ولو بعد حين، فكم من واحد اليوم يستطيع أن يرفع شعبيته بما حدث في 1967؟
إنَّ ما حدث في الشَّارع الأردني سبق أن حدث في المنطقة العربية مع أواخر 2010 وأوائل 2011 حينما وجد الإخوان في انحيازهم إلى العواطف الشعبية في العديد من المناطق العربية والتربيت عليها طريقًا لهم للوصول إلى تنظيم ذلك التعاطف إلى طريقه في الصناديق الانتخابية، لكنَّ الميل مع العواطف لا يصنع حلولًا سياسية، ولا يعطي برامج اقتصادية، والسَّعي لإيقاف الزمن عند لحظة عاطفية واحدة دونه خرطُ القتاد، فلم تتوقف المشاكل بل اندفعت لتواجه الإخوان ومن تعاطف معهم بحقائق الأرض، بالمشكلات الحقيقية التي سعوا إلى حلِّها بطرق الخطابة الحماسية والشعارات الرنانة فقط.
وحتى في أعتى الدول الديموقراطية والتي تملك مقدرات هائلة في قوتها السِّياسية والعسكرية والاقتصادية فإنَّ المرشحين في انتخاباتها يقولون الكثير ويعدون جمهور الناخبين بتحقيق أمانيهم، ثم ما أن يصلوا إلى السُّلطة حتى تختلف المسألة، ويضحي للواقع كلمته فيقلُّ سقف الشعارات، فإذا كان هذا في دول مثل الولايات المتحدة، فكيف بغيرها؟ لقد حسب الإخوان أنهم بمغازلة العواطف يمكنهم أن يبقوا على استثمارها، لكنَّ الواقع أثبت كلَّ مرة خطأ هذا التقدير، وحينما رأوا أنَّ العواطف تأجَّجت ضد توجههم، لم يستطيعوا أن يقفوا في وجه الشُّعوب نفسها التي وجدت فيهم المتلاعب بالعواطف، لا المعبِّر عنها.
اعتبر الإخوان الحرب الأخيرة في غزة قبلة الحياة لهم، لكنَّها في الواقع تنذر بأن تكون الكلمة الأخيرة لهم، إذ إنَّ غبار الحروب مهما طالت فإنَّ مصيره إلى زوال، وتخرج بعده الأسئلة والمساءلة، كما حدث في 1967 حينما أسكَرَت كثيرين الخطابات العاطفية، ثم استيقظوا على واقع الفاجعة الحقيقية، وحين تهدأ العاصفة تقف الشعوب أمام المسألة على وجهها، وتعرف من وقف مع الناس في غزة، ومن استغل جراحهم، حينها سيظهر أي دور قدمته دول عربية مثل السُّعودية، ومصر، والأردن، وأي دور لعبه الإخوان.
فهناك فرق بين الذين يضطلعون بالمسؤولية، ويقفون لمواجهة المشكلات بالحلول التي تثمر على أرض الواقع، يضغطون بكل الجهود لتحصيل الفلسطينيين دولة، وكانوا يرسمون البسمة على وجوه الناس المستضعفة في غزة، فتجد الواحد فيهم يشكر السعودية على ما قدمته له في عزِّ محنته، وبين أولئك الذين جعلوا الجراح محل استثمار، لزيادة النفوذ ورفع الشعبية، لمشاريع لا هي تحل المسألة ولا تقلل من مأساة المظلوم فيها، فجماعة الإخوان إلى اليوم لا ترى في الحدود السياسية قيمة، لا ترى أهمية دولة فلسطينية، ولا يوجد لديهم أي رؤية للتخفيف عن الفلسطينيين سوى بالشعارات التي تثمر في صناديقهم الانتخابية.
إنَّ الحرب الأخيرة في غزة سبقها حملات عسكرية، لكنَّ الأخيرة مختلفة في كونها إعلان حرب، وليست مجرد حملة عسكرية محدودة، وهذا يعني أنَّ تقدير جماعة الإخوان لها يخونها، إذ يحسبون مثل كلِّ مرة أنها فرصة لزيادة الشعبية، وإطلاق الصيحات التي لا يتحقق منها شيء، فهذه المرة هناك وقائع جديدة، ونتائج مختلفة، ولم يكونوا فيها مجرد متفرجين بل جزءًا من صناعة الحدث، وهو ما يفرض عليهم أسئلة ومساءلة، بما يشير بوضوح إلى أنَّ الجماعة ستكون كلمتها الأخيرة في غزة، حينها تدرك الشعوب التي طالما تلاعبت بهم الجماعة الفرق بين حقائق الواقع، وبين الصِّناعة الإعلامية، والتوجيه العاطفي الذي قادته الجماعة.
إنَّ تقدير جماعة الإخوان لا يتجاوز الحين والوقت، بما يجعلها لا تبصر أبعد من اليوم، لكنَّ غزة التي أمدَّهم الاحتفاء باسمها بشعبية جارفة عبر سنوات طويلة، وكان ذكرها يدرُّ عليهم التبرعات والأموال، بما يجعل النتيجة في صناديق الانتخاب مبشِّرة لهم، هي نفسها غزة التي قد تضع حدًا للجماعة بما يفوق كلَّ ما سبق من تاريخ الإخوان، إذ إنَّها تدفع نحو رفض شعبي للجماعة لا مجرد توصيف قانوني لها، بما يجعل كلمتها الأخيرة قيلت في غزة، والأيام مهما خبأت النتائج والأسئلة، إلا أنَّها ستنكشف ولو بعد حين، فكم من واحد اليوم يستطيع أن يرفع شعبيته بما حدث في 1967؟