جرت العادة على توزيع شهادات التقدير على بعض المشاركين في ختام بعض النشاطات الاجتماعية، لقاء الجهود المميز التي بذلوها. لكن هناك من كبار المواطنين الذين لا يعملون في القطاعين الحكو مي والخاص يعتقدون أن الشهادات الورقية والدروع الخشبية والنحاسية لا تفيدهم. وأتذكر قصة سيدة باغتت ابنها بسؤال حين سلمها شهادة شكر مُنحت لها «أين أصرفها؟». ربما أنها كانت تنتظر جائزة لها قيمة مادية تستفيد منها، فأطلقت السؤال من باب العتب.

وتؤكد بعض نظريات علم النفس أن الردود العفوية السريعة تعكس في الغالب انتقادا، وسخرية لاذعة، حتى وإن جاءت مغلفة بالفكاهة.

يقول الكاتب محمد الفارس في كتابه «قصف الجبهات»: «الرد بأسلوب فكاهي رسالة تجعل من يضحك يقف في صفك، ويضع الطرف الآخر في وضع محرج».


وقد اقترحت، في مقال نشرته صحيفة «الوطن» منذ أعوام، إلغاء الشهادات والدروع من قاموس حفلات تكريم النشاطات الاجتماعية، وإبدالها بحزمة منافع متنوعة، يشارك فيها القطاع الخاص، من شركات ومؤسسات، مثل مبالغ مالية أو تذاكر طيران وحافلات النقل، أو إقامة ليلتين في فندق أو مركز سكني أو منتجع سياحي، أو كشف وعلاج مجاني لفترة محدودة في المستشفيات والمستوصفات، أو وجبات غذاء وعشاء لأربعة أشخاص مقدمة من المطاعم والنوادي، أو بطاقات تخفيض من مراكز الخياطة، التجميل، الأسواق المركزية، محطات الوقود، معارض العطور، الملابس، السيارات، الأثاث، الأجهزة الإلكترونية، الأواني المنزلية، الاستراحات، أو بطاقة درجة أولى لحضور مباراتين في الدوري لأندية المنطقة، أو بطاقة دعوة لاستضافة يوم في إحدى القرى السياحية بعسير، أو تخفيض رسوم فصل دراسي في المدارس الأهلية والمعاهد الخاصة ومراكز التدريب، وغيرها من الجوائز التي تعود بالفائدة، وتحفز الجميع على المشاركات والحرص على المنافسات.

الاحتفاء في أبسط معانيه يعني ابتهاج الوطن بأبنائه وبناته. وقد حرصت حكومتنا، أدام الله عزها وأمنها، أن تقول للمُحسن أحسنت، وهو نهج قويم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله.

والتكريم في عصرنا الحاضر أرى أنه أضحى مسؤولية مشتركة، وعلى الجميع القيام بدورهم في الدعم والتشجيع المادي والمعنوي.