لذلك يكبر الخلاف حتى يصل إلى حد التحدي التصادمي، ما يحيل بيئة العمل إلى ميدان خصب للعداوات والخصومات، وعندما يؤمن كل طرف بأنه على حق فهنا يتحول الخلاف إلى تحد، حتى الخطوط الحمراء لا تكفي لكبح جماح بعض الأطراف هنا، لذلك لا بد أن نفتش عن حلول سلمية، بحيث لا نُحرم مما تبقى لنا في هذه الحياة ولا ندخل أو نلجأ إلى ما لا يحمد عُقباه؟
وإذا ما علمنا أن للنظام حدا كالسيف لا يقوى عليه أحد في حال الإصرار أو اللجوء إليه فهنا تزداد الحاجة للبحث عن مثل تلك الحلول.
أقول ذلك وأنا لا أرى في الأفق بوادر شيء من ذلك فقد تغيرت الأوضاع واختلفت لغة التسليم والاستلام بين الأجيال، فلم يعد هناك إلا القليل ممن ينصفون أو يثمنون العطاء أو أولئك الذين يحترمون ويقدرون الكبار وباختصار:
رحل الطيبون وبقينا بعدهم بين المطرقة والسندان، سندان النظام، ومطرقة جيل لا يجيد حمل تلك المطرقة.
واسمحوا لي هنا أن أتقمص دور مبعوث السلام كشخص مر من هنا وعاش التجربة هناك حيث يكون للنفس خطرات في لحظات الانكسار، خطرات غالبا لا نستطيع كبتها أو إنكارها وحينها علينا أن نلزم الصبر كأفضل خيار، من باب أزمة وتعدي وهو خير من الاستسلام للإحباط ليفرض سطوته، وبالتالي يورد موارد القهر ويكون ما لا يحمد عقباه.
حالة كتلك انتابتني أكثر من مرة، وبفضل الله خرجنا منها بأقل الأضرار ومن قبل أن ندخل في ما لا يُحمد عُقباه. لذا نتساءل هل هناك من حلول سلمية في هذا الإطار، خصوصا لمن تجرع كؤوس التعب وعركته السنون بما فيه الكفاية؟
حلول يعيشون بها ما تبقى لهم بسلام وأمان، يتنفسون هواء نقيا بعيدا عن الضغط ومراجعة العيادات النفسية.
بعيدا عن غلبة الدين وقهر الرجال. أقول ذلك وأنا لا أرى خيرا من ذلك فقد ولى جيل الطيبين وبقي من بقي منهم يُدفعون دفعا إلى ما لا يحمد عقباه.
لو حضرت المصافحة الذهبية أو مكنوا منها حينها لقالوا إنها الحل للقضية ،وإنها فرصة وهدية حتى وإن كان نهايتها ارحموا عزيز قوم ذل.
لذا أقول ابحثوا عن أفضل الحلول فالكثير بين أفول أو ذبول.