وبين أن نحو 7 آلاف شخص قتلوا في القتال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أن بدأ متمردو حركة إم23 المدعومة من رواندا تقدمهم مجددا في يناير.
وفي اجتماع رفيع المستوى لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، قالت جوديث سومينوا تولوكا إن الحرب تركت حوالي 450 ألف شخص بلا مأوى بعد تدمير 90 مخيما للنازحين.
الاستيلاء على المدن
وفي بداية العام، قادت ميليشيا إم23 تقدماً سريعاً في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قاتلت الجيش الكونغولي واستولت على اثنتين من أكبر مدن المنطقة: غوما، وهي عاصمة مقاطعة شمال كيفو، وبوكافو، وهي عاصمة مقاطعة جنوب كيفو. وكان هذا أسوأ تصعيد منذ أكثر من عقد من الصراع الطويل في المنطقة، ويهدد بجر الدول المجاورة ويؤدي إلى حرب إقليمية. وقد أدى الصراع الذي استمر على الرغم من الدعوات لوقف إطلاق النار، إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة. ففي غوما وحدها، وهي مدينة يسكنها مليونا شخص وتعد مركزا إنسانيا للنازحين، أسفر القتال عن مقتل ما يقرب من 3 آلاف شخص. وغمر الجرحى المرافق الطبية، حيث تكدس المرضى الذين يعانون من جروح ناجمة عن طلقات نارية وشظايا في المستشفيات. وفي الأسبوع الماضي، اتهم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان متمردي حركة إم23 بقتل ثلاثة أطفال في بوكافو. وقال وزير الاتصالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية باتريك مويايا، إن رواندا وحركة إم23 قتلتا أكثر من عشرة أشخاص في غوما.
فرار واسع
وفر أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إلى بوروندي في فبراير بسبب الصراع، بما في ذلك أكثر من 9 آلاف شخص في يوم واحد.
وتعتبر حركة «إم 23»، التي تتألف من التوتسي الذين تركوا الجيش الكونغولي منذ أكثر من عشر سنوات، واحدة من أكثر من 100 جماعة مسلحة تقاتل ضد القوات الكونغولية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن.
ويبلغ عدد مقاتلي الجماعة أكثر من 8 آلاف مقاتل، بحسب الأمم المتحدة التي اتهمت رواندا المجاورة بدعم الميليشيا، وقالت إن المقاتلين مدعومون بنحو 4 آلاف جندي من رواندا. وتنفي رواندا هذه المزاعم.
وتقول حركة إم 23 إنها تقاتل لحماية التوتسي والكونغوليين من أصل رواندي من التمييز وتريد تحويل الكونغو من دولة فاشلة إلى دولة حديثة. ولكن المحللين قالوا إن هذا ليس سوى ذريعة لتورط رواندا، وأشاروا إلى أن كيغالي مدفوعة في الواقع بخططها للسيطرة على الموارد المعدنية لجارتها.
انتشار الفوضى
وفي إشارة إلى الفوضى التي سادت قوات الأمن الكونغولية وسط الهجوم، دعا الجيش الكونغولي المنشقين إلى الانضمام مجددا إلى وحداتهم، كما غنت حشود من ضباط الشرطة الكونغوليين الذين انتقلوا إلى حركة إم23 وصفقوا في بوكافو يوم السبت، استعدادا لإعادة التدريب تحت سلطة المتمردين.
وقال لورانس كانيوكا، المتحدث باسم حركة إم23، إن نحو 1800 من ضباط الشرطة استسلموا ومن المقرر إعادة تدريبهم، ومن المقرر أن يقوم 500 آخرون بذلك.
وأعلن تشيسكيدي أنه سيشكل حكومة وحدة وطنية. وفي كلمة ألقاها في اجتماع لائتلاف الاتحاد المقدس الحاكم، قال: «يتعين علينا أن نتحد... فلنقف معا لمواجهة العدو».