ذهب وإلى غير رجعه، عهد تعطيل تأليف الحكومات اللبنانية المتعاقبة وتعطيل تعيين رئيسا للجمهورية والحكومة، على مدى عقود طويلة، عهد طغيان سلطة الميليشيا وتغييب سلطة الدولة، عهد خطف لبنان دولة وحكومة وشعبًا، سقط ذلك العهد الذي قلب مكانة لبنان من سويسرا الشرق الأوسط إلى دولة فاشلة، وحرم شعبه من أبسط الحاجات الضروريه لحياته، نعم ذهب وإلى غير رجعه، ذلك العهد الذي بات فيه الكلمة لطرف غريب عن لبنان، معاد له ولكل العرب، طرف خاضع لقوى تضمر حقد دفين على كل ما هو عربي، وعلى كل ما يرفع من مكانة لبنان، ووجهه المشرق، وموقفه العربي الأصيل، لقد عرف العرب والعالم، الموقف المشرق والمشرف لأهلنا اللبنانيين، الكرام الغوالي، على مدى تاريخهم كله، ولم، ولن يغير موقفهم النبيل والكريم هذا طرف حاقد، حاول تشويهه وتغييبه. وبقيت نظرة العرب والعالم لأهلنا اللبنانيين على حالها المبهج، وستبقى إلى الأبد. وها هي اليوم تسطع بأزهى وأشرق صورها، نعم، سقط عهد التعطيل والتخريب والتدمير، وانطلق عهد البناء وبسط سلطة الدولة، واستقلال وسيادة لبنان، وحفظ حقوقه وكرامة مواطنيه وبما يضمن العداله للجميع. وكنا نأمل من كل محب للبنان وشعبه أن يسخر كل قواه، وقدراته وإمكاناته، لتحقيق ذلك، لا الوقوف بوجهه، ومحاولة التشبث بذلك العهد الذي أسقط لبنان في القاع السحيق. وقد سبق وكتبت عشرات المقالات تصف ذلك الحال المقيت، ومنها-انهم يقتلون المستقبل،وعندما تقلب الحقيقه، ولبنان.. الكلمة للقضاء لا للميليشيا، .. الكلمة للدولة لا للميليشيا، ومقال لبنان يتحلل والأمم المتحده تحذر، واليوم كل من يقف بوجه انطلاق عهد البناء والتنميه، والنهضة والإصلاح، وحفظ كرامة الوطن والمواطن اللبناني، يقف ضد مصالح لبنان وشعبه، ومن يفعل ذلك، ليس سوى أداة رخيصة، سخر نفسه لخدمة مصالح أعداء شعبه ووطنه، ويرغم الدولة اللبنانية على التصدي له، وردعه بكل قوة، وشجاعة وصلابة، هذا هو واجب الدولة، وهذه هي مهمتها الأولى، والأهم والأنبل، وهذا ما يقضي به الواجب الوطني، والأخلاقي، والسياسي والإنساني. لقد عرف أهلنا اللبنانيين والعرب والعالم شجاعة ووطنية وبسالة الجيش اللبناني، عبر تاريخه كله، واليوم باتت كل الأبواب مشرعة أمامه لتحقيق كل ما يحلم به لبنان، وشعبه وأمته، وأحرار العالم ومنصفيه، بعد أن اجتمع لبنان على موقف واحد، دولة وحكومة وجيشًا ووطنًا وشعبًا، ومعه أمته وكل أحرار العالم ومحبيه، والمملكة تدعم ومعها كل العرب والشرفاء في العالم، كل الإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة كل محاولات العبث بأمن المواطنين، مقرونة بأشد عبارات الفخر والإعجاب، والتقدير والاعتزاز. أن الاعتداء على قوى الجيش سور الوطن الحصين هو اعتداء على الشعب والأمة، ثم أن الكل يعلم جيدًا أن خلاص لبنان مما هو فيه، يشكل دافعًا قويًا، لسلامة أمن واستقرار العرب كلهم، وحين ترتفع مكانة لبنان المعروفة، ودوره المجيد والمشهود، في محيطه العربي والإقليمي والدولي، ترتفع معه مكانة العرب كلهم، ويرسخ حالة الأمن والاستقرار الدولي أيضًا.