في إحدى صالات الانتظار خرج أحد المراجعين من مكتب المدير وهو منزعج ومنفعلً ويحدث نفسه، وهو يقول مدير معقد أعوذ بالله وذهب مسرعًا وكم أشفقت عليه لأنه قد يتعرض لأزمة قلبية أو حادث سير وهو في هذه الحالة الانفعالية. وأخذت أفكر في ما حدث، وأحاول تفسير هذه الكلمات التي تطايرت من فمه مدير معقد، وبدأت أتساءل من الذي عقد المدير، وكيف نحل هذه العقد؟ حتى يعود المدير طيبًا وسليمًا ويتخلص من هذه العقد، فوجدت أننا نحن بدون قصد من تسبب في إيجاد هذا الواقع المرير لأن هذا المدير ليس لديه الخبرة الكافية والصفات الجيدة وفن التعامل مع المراجعين على اختلاف أفكارهم وعقولهم، ولكنه وجد نفسه بالصدفة في منصب المدير وهو لم يستعد لذلك، ولم يتوقع الوصول إليه ولكنها الأقدار هي التي أوصلته إلى هذا المكان، وهذا ما جعله يتخبط في تعامله مع المراجعين وتحدث بينه وبين المراجعين خلافات واختلافات لا تنتهي، ويجد نفسه مجبرًا على التعامل مع واقعه بكل سلبية؛ لأنه لا يملك مقومات المدير الناجح لم نساعده في النجاح، ولم نختبر قدراته ولم نشركه بدورات تدريبية مكثفة قبل أن نضعه في هذا الموقع، لم نراقب تصرفاته وقراراته وسلوكه مع الموظفين والمراجعين لنقف على حقيقه هذا المدير ونبارك له أن نجح ونستبدله أن هو فشل في تحقيق متطلبات العمل وتفهم كل ما يدور حوله، والسعي لحل جميع المعوقات التي تعترض سير العمل مشكلتنا أن اختيار المدير في الغالب لا يخضع لمعايير ومقاييس محددة فاختياره قد جاء بناء على أنه هو الأقدم في هذه الإدارة أو الأعلى درجة، ولكنه لا يمتلك مواصفات القيادة قد ينجح كموظف ويبدع ولكن وضعه كمدير أكبر من قدراته وإمكانياته المتواضعة.

فالإدارة فن وتعامل وخبرات متراكمة ونجاحات سابقة والمدير المتميز يمتلك مواصفات مميزة، فهو سهل ومرن مع المراجعين ومع الموظفين أيضًا، كذلك لا بد أن يكون بشوشًا مبتسمًا وبعيد عن الانفعال والتشنج والتعالي على المراجعين ومصادرة مطالبهم، وبذل الجهد من أجل إنهاء أي مشكلة قد تواجه أي مراجع نختصرها في حسن الخلق ومعاملة الناس باللطف؛ لذلك يعجبني ذلك المدير الذي تجده في كل مكان ووسط المراجعين والذي يستمتع بإنهاء مشاكلهم. هناك بعض المدراء وللأسف لا يهمه خدمه الناس ولا تطوير العمل ولكن همه الوحيد أن يصبح مديرًا فقط ليزداد الغرور والتعالي على الناس وتضيع معه حقوق الموظفين والمراجعين لأنه أصبح معقدًا ومقيدًا فهو في مكان ليس مكانه. كم أتمنى وضع شروط ولجان واختبارات عملية ونظرية لكل شخص مرشح لأن يكون مديرًا حتى نستطيع أن نقدم للمجتمع مديرًا ناجحًا مفيدًا لنفسه ولمجتمعه.

وقفة


النجاح لا يكون بما تحققه لنفسك فقط ....بل يكون بما تحققه للناس أيضًا.