وأخذت القصة جمهورها المتشوق منذ البدايات، بعد مبايعة جموع الناس للإمام محمد بن سعود، حيث كانت أولى خطوات الإمام التنموية هي بناء سور الدرعية لتحقيق الأمن والأمان وحماية السكان من الأخطار، وكان ذلك في سنة 1759م، وعمل الإمام على توحيد الدولة وضم المناطق المحيطة، وفق خطوات مدروسة.
وعبرت القصة عن اختيار حي الطريف مركزًا للحكم في الدولة السعودية الأولى، إذ كان السبب لما يتميز به حي الطريف من ارتفاع عن مستوى سطح الأرض وفوق التلال؛ ليعطي لساكنيه أكثر تحصينًا، إذ كان وهو القلب النابض الذي انطلق منه الحكم السعودي الأول، وجدد الإمام تطويره العمراني، حيث قام في سنة 1180هـ/ 1766م من إتمام بناء قصر سلوى الذي ضُم وكان مقر الحكم، ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من واجهة حي الطريف، حيث يضم فيه قصور الضيافة لزوار الدرعية من الحجاج وغيرهم.
وأضفت القصة إلى مسامع الزوار اهتمامات الدولة السعودية الأولى، التي لم تكن قوتها برية فقط، بل كان الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، له رؤية بعيده أيضًا، وكانت رؤية إستراتيجية ومعرفته أن البحر مصدر قوة يحمي التجارة ويوسع الدولة، حيث أمر بتأسيس أول أسطول من السفن البحرية، لتكوين قوة بحرية، واستعان بخبراء البحار، وكان منهم ابن جابر، وإبراهيم بن عفيصان، اللذين دربا رجال الإمام على علوم البحر، حتى وصلت الدولة السعودية الأولى إلى ميناء العقير والقطيف بالخليج العربي، وكذلك موانئ البحر الأحمر.