ومع كثرة الاختلاط بين الشعوب بدأت اللغة في الانقسام ودخول بعض المصطلحات الغريبة عليها، مما أدى لظهور لهجات عامية مختلفة تحمل شخصية اللغة نفسها بإضافات أجنبية عليها، واللغة العربية هي اللغة الرسمية المستخدمة في المملكة العربية السعودية، حيث تستخدم اللغة العربية في المدارس والجامعات، ويتحدث بها في التلفاز وكذلك الصحف الورقية والإلكترونية المنتشرة في مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية.
ويعود تعدد اللهجات العامية من شمالية ونجدية وحجازية وجنوبية وشرقية ضمن حدود المملكة العربية السعودية، إلى تنوع التراث الثقافي والحضاري الذي يحظى به المجتمع السعودي.
وتعتبر اللهجات العامية السعودية هي أقرب اللهجات للعربية الفصحى، ويرجع ذلك لأن اللغة العربية نشأت في الجزيرة العربية، ولم تتأثر بلغات أجنبية وكلمات دخيلة بشكل كبير، كما يحدث لأغلب اللهجات الأخرى، وامتدت رقعة المتحدثين بها من القبائل بداية من غرب الجزيرة العربية إلى بلاد ما بين نهري دجلة والفرات، وإلى جبال لبنان غربًا، وإلى سيناء جنوبًا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن اللهجات وصلت في المجتمع السعودي إلى 60 لهجة عامية محكية، وتعقيبًا على ما نشر في وسائل التواصل الاجتماعي أن هناك لهجة خاصة للباعة المتجولين في بريدة غير مفهومة يتحدثون بها أثناء البيع والشراء، كانت عباراتها غير مألوفة للكثيرين ومحل تساؤل، وربما يعود على أنه كلام مُشَفَّر بين طرفين للبيع والشراء، ولا يمكن تعميمه على لهجة أهل بريدة.
اللهجة النجدية التي تميزت بخصائص صوتية ومفردات جميلة سهلة تعكس تراث ثقافة منطقة القصيم.
وأخيرًا جميع اللهجات في مجتمعنا السعودي تمثل تنوعًا ثقافيًا ومعرفيًا، وكل لهجة منها تضيف إلى هويتنا الوطنية، والاعتزاز بها يعكس التنوع اللغوي، ويُحافظ على إرث الأجيال السابقة.
د. فهد عدنان الشمري
دكتوراه بالأدب والنقد والبلاغة