تشرفت بدعوة كريمة من وزارة الرياضة لحضور حفل انطلاق منافسات «طواف العُلا» 2025، والذي نظمه الاتحاد السعودي للدراجات، بالتعاون مع منظمة «أي أو سي»، والهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وبإشراف وزارة الرياضة. ونظرًا لوجودي في مدينة الرياض ورغبتي الشديدة بزيارة مدينة العلا وقبول الدعوة كان على أن أخوض هذه المغامرة في أقل من 12 ساعة.

منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماي أرض العُلا، شعرت وكأنني انتقلت إلى عالم ساحر يمزج بين عبق التاريخ وروعة الطبيعة. هذه المدينة ليست مجرد مكان، بل تحفة فنية نحتتها يد الزمن، حيث الجبال الرملية الشامخة تحكي قصص الحضارات القديمة، والوديان المفتوحة تمتد كأنها لوحات مرسومة بعناية إلهية.

أصابتني رجفة انبهار بعد التوغل والمرور في قبور أهل الأنباط، كيف استطاع الأنباط نحت هذه القصور المهيبة في الصخور؟ كل تفصيله فيها تحمل سرًا، وكل نقش يروي حكاية لماضٍ عريق. جبال صخرية شامخة وسط الرمال وكأنها تحرس أسرار العُلا منذ الأزل.


سمعت بالعلا كثيرًا ومرت على رسائل كثيرة مكتوبة ومسموعة ومرئية تحفزني للذهاب وخوض التجربة لكن دائما ما كان يخالجني شعور وكأني بعزلة تامة عن تبني هذه الفكرة. دائمًا يتسرب في داخلي شعور أنني لست المستهدف! العُلا ليست فقط آثارًا، بل حكاية حية تتنفسها الطبيعة. أما لحظة الغروب في المسرح المفتوح وسط الجبال، فكانت لحظة لا تُنسى، حين تلونت السماء بدرجات من البرتقالي والذهبي، وغمرتني رهبة الجمال.

بعد العودة حرصت على مشاركة من يتابعني في شبكات التواصل ببعض من الصور ونسيم من التجربة غير العادية. وأرسلت لأحد أصدقائي أمريكي الجنسية بعض الصور ومنتجع يحمل أحواض سباحة وسط الصخور. رد ببرود قال الذكاء الاصطناعي لم يترك شيء. ثم أعاد لي صورة بعد أن أخذ بتكبيرها لأحد أحواض السباحة المتعلقة في الجبل وقال هذا في المريخ صحيح؟ لم يثبت بأنهم اكتشفوا ماء في المريخ بعد لهذا الذكاء الاصطناعي دائمًا بحاجة تدخل البشر! فقلت هذا واقع، هذا في المملكة العربية السعودية وأخذت بشرح تفاصيل وموقع المكان ورابط المنتجع بنشوه وفخر.

العُلا ليست مجرد وجهة سياحية، إنها رحلة عبر الزمن، مزيج من التاريخ والفن والطبيعة، مكان يأسر القلب ويدعو العقل للتأمل. كانت زيارتي الأولى، لكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة شكرًا لوزارة الرياضة وللهيئة الملكية لمحافظة العُلا.