للحضارة فوائد جمة وحسنات عديدة ومزايا فريدة تؤدي في مجملها إلى رفاهية الإنسان وسهولة الحياة، فهل تخيل القارئ الكريم الحياة بدون سيارة أو طائرة أو كهرباء و إنترنت أو حبيب الكل الهاتف المتنقل (الجوال)، وهذا غيض من فيض، وقطرة من بحر، وفى الجانب الآخر فهنالك هنات وسلبيات تعتبر من أعراض الحضارة والتطوير، وليس المقام هنا لسردها فهى واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، كما يقول المثل العربي (لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان) غير أنني سوف أتوقف عند فيروس جديد قد زاد انتشاره في هذه الأيام، يظهر تارة ويختفي تارة أخرى، إلا أنه خطير عندما يصاب به الإنسان، وتصعب معالجته، وهو (فيروس الجهاز التنفسي المخلوي)، وهو مجموعة من الفيروسات التي تتسلل إلى الجهاز التنفسي وتعمل على تدمير أنسجة بطانة الشعب الهوائية في الرئتين، وهو فيروس معدٍ وسريع الانتشار، وتشبه أعراضه أعراض الإنفلونزا (الزكام)، إلا أنه يختلف تماما عنها، فهو أشد وأخطر ويصيب جميع الفئات العمرية من مرحلة الطفولة وحتى الشيخوخة، ويحتاج المريض عند الإصابة به لا سمح الله إلى رحله شاقة مع الأعراض المصاحبة له، وتكمن خطورته القصوى في أنه في حين إصابة الرضع به -وكذلك الأشخاص الذين يتجاوزون الستين عاما- فإنه يؤدي إلى التهاب القصبات الهوائية والرئة، ويصبح التنفس عندها صعبا للغاية، وربما يحتاج المريض للتنويم في المستشفى، واستخدام أجهزة التنفس الصناعية، ولا نقول غير الحقيقة إذا أوضحنا أن حكومتنا مهتمة بالناحية الصحية للمواطن بشكل شهد معه القاصي والداني، بما يلقاه المواطن السعودي من عناية بالغة من قبل الحكومة الرشيدة، ممثلة في وزارة الصحة التي تبذل قصارى جهدها في الحفاظ على صحة المواطن.
وسأسرد على حضراتكم الموقف الذي حصل معي حينما قمت بمراجعة مستشفى عسير المركزي مطلع هذا الأسبوع، حيث لفت انتباهي واستدعى فضولي وجود كاونتر توعوي، وهناك إحدى الأخوات التابعات للجمعية السعودية للأمراض المعدية، وهي جمعية موفقة ورائدة تحت مظلة وزارة الصحة، واستقبلتني الأخت قمر العسيري التابعة للحملة التوعوية للتعريف بهذا الفيروس، وزودتني بالمعلومات المفيدة والغنية، وما هذا المقال إلا نوع من التوعية بذلك، ثم رافقتني لإحدى المختصات، وحقنتني بلقاح يمنع الإصابة بهذا الفيروس بفضل الله، وهنا أدعو أصحاب المناعة المنخفضة وخاصة من جاوز عمر الستين عاما بالمبادرة بأخذ هذا اللقاح الذي وفرته وزارة الصحة مشكورة بشكل مجاني، سائلا المولى القدير أن يمن على جميع المواطنين والوافدين بالصحة والسلامة.
ويا بلادي الله يحميك إله المسلمين ويا أمان الخائفين أمن خوفنا يوم العرض عليك.