وفي كثير من الحالات، يعاني عمال النظافة من تدني الرواتب التي لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية، مما يدفعهم إلى طلب المساعدة بشكل غير مباشر، أو حتى إلى التسوّل.
وأكد الباحث الاجتماعي طارق شريف انتشار ظاهرة تسول عمال النظافة بطرق مخفية، حيث يعمد بعضهم إلى الاقتراب من المركبة لدى توقفها عند إشارات المرور أملا بالحصول على قليل من المال، فيما يقف الآخر بجانب الطريق للحصول على بضع ريالات.
وعلل الأمر بضعف الأجر الذي غالبا ما يكون غير كاف لتلبية الاحتياجات اليومية، وكذلك غياب الضمانات الاجتماعية مثل التأمين الصحي، وتعويضات نهاية الخدمة، وارتفاع تكاليف المعيشة مع زيادة أسعار السلع والخدمات، وسوء بيئة العمل الذي يمتد إلى ساعات طويلة، وعدم توفر وسائل حماية كافية.
سلبيات عدة
يؤكد الاستشاري الاجتماعي خالد جميل أن تحول بعض عمال النظافة إلى متسولين يحمل عددا من السلبيات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي، منها الإضرار بالمظهر الحضاري وتشويه المشهد العام للمدن، خصوصًا في الأماكن العامة والمناطق السياحية، وهو ما يُقلل من احترام مهنة النظافة وأهميتها، ويجعلها مرتبطة بالضعف والحاجة بدلاً من كونها عملاً شريفاً له دوره الأساسي في الحفاظ على البيئة والصحة العامة.
وبين أن انتشار التسول يؤدي إلى زيادة الضغط على المؤسسات الخيرية والجهات الحكومية، وقد يؤثر سلباً على توفير الخدمات الأساسية للفئات المحتاجة الأخرى.
وأشار إلى أن هذه الممارسة قد تشجع على هذا السلوك، وقد تجعل التسول وسيلة دائمة للحصول على المال بدلاً من الاعتماد على العمل كوسيلة لكسب العيش، كما أنها تحول هؤلاء من عمال منتجين إلى متسولين، قد يُضعف ثقتهم بأنفسهم، ويقود إلى احتمال ظهور سلوكيات غير مرغوبة حيث يلجأ بعضهم إلى وسائل غير أخلاقية للحصول على المال، مثل استغلال العاطفة، أو اختلاق المواقف، وهذا كله يؤثر على القيم الاجتماعية.
حلول للتصدي
يشير عادل الحربي، وهو استشاري الخدمة الاجتماعية في جمعية خيرية إلى أن هناك حلولا للتصدي لهذه الظاهرة، منها تحسين ظروف العمل والأجور لعمال النظافة، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية من سكن ملائم، وتأمين صحي، وأجور مناسبة، وتوعية المجتمع بأهمية دورهم في منع إعطاء هؤلاء، لأن ذلك يشجعهم على زيادة التسول كما يزيد عدد المتسولين منهم، ولا بد من فرض رقابة على الشركات التي تتعاقد مع عمال النظافة للتأكد من التزامها بالمعايير الأخلاقية.
وأكد أن مشاكل عمال النظافة تحتاج إلى معالجة شاملة لضمان حقوقهم، وتحسين ظروفهم المعيشية والعملية، ومن أبرز المشكلات التي تواجههم الأجور المنخفضة حيث يعانون من تدني الأجور مقارنة بالجهد المبذول، وغالبًا ما تكون الرواتب غير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، كما لا يحصل كثير منهم على التأمين الصحي الكافي الشامل أو المناسب لتغطية احتياجاتهم الصحية، إلى جانب سوء بيئة العمل، حيث يعمل عمال النظافة في ظروف قاسية، مثل التعرض لأشعة الشمس الحارقة، الغبار، والمخلفات التي قد تكون ملوثة، ناهيك عن غياب التقدير الاجتماعي حيث يُنظر إلى مهنة عامل النظافة أحيانًا دون احترام أو تقدير كافٍ من قبل بعض أفراد المجتمع.
وتابع «يعمل عمال النظافة ساعات طويلة دون راحة كافية، ويعانون الإرهاق الجسدي والنفسي، ومن عدم توفر معدات الوقاية اللازمة لحمايتهم من الإصابات أو الأمراض التي قد يتعرضون لها أثناء العمل، وبعضهم تتأخر رواتبه أو تكون عقوده سيئة أو غير واضحة، مما يجعلهم عرضة للاستغلال«.
مبادرات مشجعة
في المقابل، وتقديرا لجهد عمال النظافة، تنوعت المبادرات الداعمة لهم بين الجهود الحكومية والمبادرات الشعبية، وذلك بهدف تحسين ظروف عملهم وتقدير جهودهم.
ومن تلك المبادرات الحكومية تزويد عربات النظافة بمظلات، حيث جهزت عدة بلديات في مناطق مختلفة من المملكة عربات النظافة بمظلات لحماية العمال من أشعة الشمس الحارقة، ومنها على سبيل المثال، بلديات قصر ابن عقيل، عقلة الصقور، قبة، عيون الجواء، والنبهانية في منطقة القصيم، إضافة إلى أمانة تبوك، وبلدية أبوعجرم في منطقة الجوف.
حلول للقضاء على تسول عمال النظافة
01 تحسين الأجور وتوفير بدلات إضافية
02 فرض قوانين صارمة على الشركات لضمان توفير التأمين الصحي ومعدات السلامة
03 توعية المجتمع بأهمية احترام وتقدير عمال النظافة
04 تقليل ساعات العمل وتوفير فترات راحة كافية
05 مراقبة العقود لضمان عدم استغلال العمال
مبادرات شعبية لدعم عمال النظافة
01 سقيا الماء
أطلقت في الرياض، حيث تم توزيع أكثر من 300 وجبة يوميًا على عمال النظافة
02 هدية عامل
نفذ فريق نيوم التطوعي برنامجًا تطوعيًا وزع فيه مظلات على 1200 عامل نظافة في محافظة البدع
03 حقيبة الشتاء
وزعت حقائب تحتوي على مستلزمات تقي عمال النظافة من البرد
04 كسوة
بمناسبة اليوم العالمي لعمال النظافة، وزعت مبادرة»كسوة" بالتعاون مع فريق تطوعي بتوزيع ملابس شتوية على عمال النظافة