أهداف الزيارة
ووفقًا لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية، ضم الوفد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، في حين لم يتم الكشف عن تفاصيل أجندة الزيارة. ومع ذلك، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية أن الوفد سيجري لقاءات مع الزعيم الفعلي الجديد للبلاد، أحمد الشرع، ووزير الخارجية. وقال بوغدانوف إن زيارة دمشق «تأتي وفق قاعدة المصالح المشتركة». وأكد أن «موسكو حريصة على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية». ويأتي هذا التحرك في ظل تغييرات دراماتيكية تشهدها سوريا بعد الإطاحة بالأسد، حيث تمكنت المعارضة من إنهاء حقبته بدعم إقليمي ودولي، لتبدأ دمشق مرحلة جديدة من العلاقات الدولية المتحفظة تجاه الحلفاء التقليديين للنظام السابق.
تراجع النفوذ
ورغم أن الحكومة السورية الجديدة لم تقطع علاقاتها تمامًا مع موسكو، إلا أن نفوذ روسيا بدأ بالتراجع تدريجيًا. في وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت دمشق إلغاء عقد مع شركة روسية كانت تدير ميناء طرطوس. ومع ذلك، لم يتأثر تأجير المنشأة البحرية الروسية في طرطوس أو قاعدة حميميم الجوية، التي تُعتبر حجر الأساس للوجود العسكري الروسي في سوريا.
وبعد سقوط النظام السابق، أعادت روسيا تمركز قواتها وأصولها العسكرية داخل سوريا إلى قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية. ولا توجد حتى الآن مؤشرات على استعداد موسكو لإخلاء القواعد الإستراتيجية، ما يشير إلى استمرار سعيها للحفاظ على موطئ قدمها في البلاد.
مستقبل العلاقات
وتبقى زيارة الوفد الروسي إلى دمشق خطوة محورية في هذا السياق، قد تحدد ملامح العلاقة بين البلدين في مرحلة ما بعد الأسد، وسط مشهد دولي وإقليمي متغير يضع مستقبل سوريا على مفترق طرق جديد.