عُقد في محافظة العُلا، اجتماع الطاولة المستديرة السعودي - الإيطالي رفيع المستوى، بحضور ومشاركة دولة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ووزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، والرؤساء التنفيذيين، وممثلي القطاع الخاص وكبرى الشركات من البلدين.

في هذه الأثناء، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية: وقعنا اتفاقية لرفع مستوى علاقاتنا مع السعودية للشراكة الإستراتيجية، كما جرى توقيع اتفاقيات مختلفة تبلغ قيمتها نحو 10 مليارات دولار.

محادثات واسعة


وأعربت في الوقت نفسه عن أهمية المناقشات مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، واصفة إياها بـ«الواسعة والمهمة جدًا»، طبقًا لحديثها الذي جاء في أثناء انعقاد اجتماع الطاولة المستديرة.

وكشفت عن رغبة بلادها في العمل مع السعودية في قطاعات البنية التحتية، والطاقة، والتكنولوجيا، والدفاع، مضيفة أن بلادها لديها الفرصة لتحقيق القفزة النوعية في العلاقات مع الرياض، مشيرة إلى أن هناك إمكانيات هائلة غير مستغلة في العلاقة بين البلدين طبقًا لوصفها.

%26 صادرات إيطاليا للسعودية

وعلى نحو يثير الاهتمام برغبة روما تعزيز التعاون الاقتصادي مع الرياض، تأمل رئيسة وزراء إيطاليا جورجينا ميلوني طبقًا لما أفصحت به بالعمل والاستثمار مع السعودية، فضلًا عن المساهمة في مشروعها التنموي الطموح كما ذكرت، موضحة أن حجم الصادرات الإيطالية للسعودية نمت في العام الماضي بنحو %26.

مجالات رئيسة للتعاون

وتناول الاجتماع عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في مجالات رئيسة للتعاون، شملت: الطاقة الخضراء، وقطاع السيارات، والبنية التحتية، والسياحة، والمنتجات الزراعية، واستفادة الشركات الإيطالية من الاستثمارات الداخلية السعودية، التي من المتوقع أن تصل إلى 11.8 تريليون ريال سعودي، خلال السنوات الست المقبلة، إضافةً إلى مناقشة العديد من الفرص لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات مثل: الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، ومبادرات السياحة المستدامة، وتقنيات البناء المتقدمة.

كما تناول الاجتماع فرص الاستفادة من الخبرات الإيطالية في السياحة التراثية ومساهمة الشراكات السعودية الإيطالية في دفع عجلة تنمية المهارات ومشاريع السياحة المستدامة، وفتح آفاق واسعة للفرص أمام القطاع الخاص وتعزيز نمو فرص العمل، وذلك على ضوء الخطط القائمة لتوفير 1.6 مليون فرصة عمل في قطاع السياحة بحلول العام 2030.

كما شهد الاجتماع توقيع 26 مذكرة تفاهم في عدة مجالات، شملت الإنشاءات والطاقة المتجددة والتبادل الثقافي والتقنيات الرقمية؛ التي تهدف إلى التأكيد على الشراكة المتنامية بين المملكة وجمهورية إيطاليا.

زيارة منطقة الحِجِر التاريخية

وفي ختام زيارتها، زارت رئيسة وزراء إيطاليا، أمس، منطقة «الحِجِر» التاريخية بمحافظة العُلا، يرافقها أمير المدينة المنورة الأمير سلمان بن سلطان، ووزير التجارة الدكتور ماجد القصبي «الوزير المرافق»، والرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية لمحافظة العُلا عبير العقل، وعدد من المسؤولين من الجانب السعودي والإيطالي.

وشملت الزيارة لمنطقة «الحِجِر» التي تُعد أول موقع تراثي سعودي يُسجّل ضمن قائمة المنظمة العالمية للتراث والعلوم والثقافة «يونسكو»، أبرز المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية مثل: قصر الفريد، وغيره من المواقع التي يعود تاريخها لآلاف السنين.