ليس الترفيه في رؤيته مجرد لحظات عابرة للمتعة، بل هو مشروع لإعادة رسم هوية ثقافية، وبناء الجسر بين الإنسان وحقه في الفرح. فمنذ أن تولى قيادة معاليه قيادة الهيئة كانت المملكة أمام تجربة مختلفة، تجربة تجاوزت مفهوم الفعالية إلى فلسفة الحياة، ولم تكن الساحات في مواسم الرياض وجدة والطائف مجرد مسارح تُضاء بالأنوار أو أماكن تُغني فيها أشهر الأسماء، بل كانت روايات تُكتب بحب وشغف، فهذه المواسم جعلت من المدن مساحات مفتوحة تحتضن الجميع، وتقول لهم: هذه بلادكم، وهذه أحلامكم تتحقق على أرضها.
ولقد أثبت لنا كمتابعين وصحفيين ومراقبين أنه ليس مجرد مسؤول يؤدي دوره في ملف حيوي، بل رجل يفكر بعقل فنان ويحلم بقلب شاعر، ويُدرك تمامًا أن الفرح مثله مثل الموسيقى، فهما لغتان عالميتان، ولهذا استطاع أن يستقطب العالم إلى المملكة، وأن يجعل من اسمها علامة مميزة على خارطة الفنون والثقافة والترفيه.
لكن الأثر الذي أحدثه لم يتوقف عند حدود المملكة، بل أطلق موجة ثقافية عابرة للحدود، جعلت من النموذج السعودي في الترفيه تجربة مُلهمة للعالم العربي بأسره، بعدما أعاد تعريف دور الثقافة والفنون في بناء المجتمعات، ليقول لنا إن الفرح ليس ترفًا، بل حقٌ أصيل، وإن الاستثمار في الإنسان يبدأ من روحه.
وقد تحول هذا الحراك على الصعيد الاقتصادي إلى رواية نجاح أخرى، ففرص العمل التي أوجدتها المواسم، والحراك السياحي غير المسبوق، إلى جانب الابتكار في تقديم تجارب جديدة، كلها كانت دلائل على أن الترفيه ليس مشروعًا عابرًا، بل هو رافد أساسي لرؤية 2030.
ولقد قاد تركي آل الشيخ هذا التحوّل بهدوء الواثق، ورؤية تعرف كيف تصوغ المعادلة بين الأصالة والتجديد، حتى بتنا نرى في كلماته إصرارًا على أن السعودية الجديدة تستحق مكانها في مقدمة الأمم، وأصبحنا نرى في أفعاله التزامًا بتحويل المستحيل إلى واقع.
إن ما يفعله المستشار تركي آل الشيخ يتجاوز حدود العمل الرسمي، ليصبح درسًا في الحلم والإرادة، بعدما أعاد تعريف معنى أن تكون قائدًا، ليس فقط بأفكارك، بل بروحك، ومع كل يوم جديد تكتب المملكة بفضل هذا الحراك فصلا جديدا في كتابها العظيم، فصلا عنوانه «هنا يعيش الفرح ويتحقق الحلم».