ولكن يظل الهاجس الأكبر هو الكوارث المحتملة مثل الحرائق التي تلتهم المساحات الضخمة وما تخلفه على الغطاء النباتي، بالإضافة إلى الأضرار المادية، ولا سمح الله البشرية في حال توسعها.
ولنا فيما نشاهده في هذه الأيام في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم عبرة، وكذلك ما حدث في منطقة عسير في أكثر من موقع للحرائق، وكان أكثرها في الجبال الشاهقة ذات التضاريس الصعبة، والتي بحمد الله كان التعامل معها أكثر من ممتاز، وعكس جهود الدولة في توفير الأجهزة والمعدات والطيران، والاهتمام من قبل أمير المنطقة شخصيًا وكافة الأجهزة المعنية، والتعاون المثالي من الأهالي حتى أن بعضهم استعدوا بخزانات المياه وآبارهم، ومعداتهم.
ولكن قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وذلك لصعوبة التضاريس والارتفاع الهائل لبعض الجبال، وكذلك الرياح الشديدة والجفاف الذي يحصل في بعض المواسم.
الحلول المقترحة:
في رأيي الشخصي، أن منطقة عسير - بفضل الله ثم دولتنا الرشيدة - بها خط أنابيب لتحلية المياه يمتد من جنوب المنطقة إلى أقصى شمالها، وهذا الخط قريب من امتداد سلسلة جبال منطقة عسير. والاقتراح أن تجري لجان من طيران الدفاع المدني وتحلية المياه والأجهزة المعنية دراسة تقسيم المسافة من جنوب المنطقة إلى شمالها بمسافات يتم دراستها، ووضع نقاط يمكن من خلالها عمل خزانات مكشوفة وبمساحات توفر المياه الكافية لمثل هذا الظرف، ويتم ربطها بخط أنابيب التحلية. ومن خلال هذه الخزانات يسهل على الطائرات جلب المياه ومباشرة النقطة المستهدفة بسهولة وفي وقت قياسي، لتغذية هذه الخزانات بأمر من غرفة العمليات المشتركة عند وقوع الحريق لا سمح الله.
الحل الثاني: مراقبة الجبال بالأقمار الصناعية ، وإذا تعذرت التغطية بالأقمار الصناعيه تراقب هذه الجبال بكاميرات عالية الدقة، وكذلك استخدام تقنيات الطائرات بدون طيار (الدرونز)، لتغطية المناطق التي يصعب الوصول إليها ومراقبتها بشكل دوري وتغطيتها لمساحات واسعة.
ويتم بذلك:
أولًا: سرعة الإبلاغ عن أي حادثة حريق في بدايته.
ثانيًا: كشف من يريد إشعال هذه الحرائق سواء بقصد أو بغير قصد.
ثالثًا: الحفاظ بشكل كامل على البيئة من الجور في الاحتطاب أو قطع الأشجار أو العبث بالغطاء النباتي.
هذه المقترحات تعزز جاهزية المنطقة لمواجهة الكوارث المحتملة، وتحافظ على مكتسبات الغطاء النباتي الذي يمثل جزءًا أساسيًا من بيئتنا وتراثنا الطبيعي.