هو ذلك الشخص الذي دائما تحت طائلة اللوم والتقزيم، المسجون في قفص النظرة الدونية تحت مسمى «حارس الأمن». نعم ذلك هو حارس الأمن الذي يقبع في المربع الأول، وخانة أصفار الشمال.

حتى وإن كنت متفائلا فما يعانيه حارس الأمن من أنواع الجحود، الذي قد يصل إلى حد العقوق المجتمعي، أقف أمامه محتارا: لماذا تقدمنا في كل شيء وجميع المسميات المهنية التي كانت في الماضي جزءا من العيب الفطري باتت الآن تحظى بأنواع الاهتمام عدا أبنائنا وإخواننا حراس الأمن؟!

هموم حارس الأمن كتب عنها الكثير، بعضهم كتب من باب العاطفة، والبعض كتب نتيجة ردة فعل لموقف ما، والبعض الاخر كتب على استحياء. لكن أتساءل: لماذا حارس الأمن لا يستطيع أن يحصل على قرض من البنك؟


لماذا حارس الأمن لا يستطيع أن يشتري سيارة من الوكالة؟ لماذا تأمين حارس الأمن الطبي فئة «ج»؟ لماذا غالبية العوائل ترفض تزويج بناتها من حارس الأمن؟ لماذا.. لماذا.. لماذا؟ والقائمة تطول. ألم أقل إنه في خانة أصفار الشمال!!

لك أن تتخيل أن حارس الأمن يقضي دوامه تحت أشعة الشمس الحارقة وبين رياح الشتاء القارسة. هم لا يحتاجون شفقة من أحد، بل هم جزء من المجتمع المتطور الذي يشار إليه بالبنان.

«المواطن هو رجل الأمن الأول».. نتذكر صاحب هذه المقولة الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله.

الوطن يعيش ثورة مشاريع جبارة تحتاج إلى حراس أمن مدربين ومؤهلين، يصدحون بمسماهم الوظيفي دون خجل. حارس الأمن يفتقد للأمن الوظيفي، لعدم وجود سلم وظيفي له. كما أن البون شاسع بينهم وبين باقي فئات المجتمع. لديهم أسر وعوائل ولكنهم دون طموح أو أهداف.

حارس الأمن هو الوحيد الذي لا أحد يسأله في المقابلة الشخصية: أين ترى نفسك بعد 5 سنوات؟

حارس الأمن بين مظلة وزارة الداخلية وأنظمة الموارد البشرية، فأصبح بين مفترق طرق، يعرف كل ما عليه ويحاسب على التقصير، لكن يجهل كل ما له من حقوق ولا أحد يطالب له بها.

حارس الأمن قبل قبوله بالوظيفة يطلب منه أن يكون بلا سوابق وفحص سموم وكشف طبي، مما يعكس أهمية الوظيفة، ولكن على الجانب الآخر راتبه آخر الشهر لا يعكس إلمام صاحب القرار بأهمية هذا الجندي المجهول.

حتى نواكب ركب التطور على جميع المجالات نحتاج إلى إقناع أنفسنا بالدور الكبير الذي يقوم به حراس الأمن، فلسنا مثل بعض الدول الذين يسلمون هذه الوظيفة إلى جنسيات مختلفة بأجر منخفض.

لدينا تخطيط ورؤى وأصحاب فكر وخبرات، فلماذا لا تنشئ معاهد وتقام دورات غير ربحية لأبنائنا حراس الأمن؟! لماذا لا يتم دعمهم من رجال الأعمال والجهات الحكومية ذات العلاقة؟!

لماذا لا تفتتح المعاهد والكليات التقنيه أقسام لتدريب وتأهيل حراس الأمن؟! أين مجلس الشورى من تبني ودعم فكرة تحسين وضع حراس الأمن في شركات الحراسات الأمنية؟!