مرحلة التقاعد هي المرحلة التي يتوقف فيها الشخص عن العمل تمامًا لبلوغه السن النظامية للتقاعد وهي في العقد السادس من عمر الشخص، وتعتبر من أهم مراحل حياة الإنسان لأنها مليئة بالتحديات والمفارقات التي سيواجهها بعد تقاعده من العمل، حيث سيفقد نوع من التوازن الذي اعتاد عليه بين الحياة العملية والاجتماعية والمادية وغير ذلك، مما يستوجب عليه أن يعمل على جاهزيته لهذه اللحظة قبل بلوغه سن التقاعد ببضع سنوات.

في الجانب الأيمن لدينا فئة ستنظر للتقاعد بأنها اللحظة الوردية في حياتهم، لأنها بمنظورهم فترة الراحة بعد مشوارهم الطويل في حياتهم العملية، وهذه الفئة بالتأكيد استخدمت التخطيط السليم لاستقبال مرحلة التقاعد بكل ما يضمن لهم استقبال حياة جديدة تتميز باستمرار جودة الحياة لديهم بما في ذلك الأمور المادية وعلاقاتهم الاجتماعية والحفاظ على صحتهم بممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة التي سبق التخطيط لها مسبقًا مثل التجارة أو التطوع وغير ذلك.

ولن نختلف بأن البعض في الجانب الآخر قد ينظر لمرحلة التقاعد بمنظور سلبي، لأنه يرى أن هذه المرحلة مشحونة بالتحديات والمتطلبات التي سينتج عنها بعض المفارقات السلبية من حيث طبيعة حياته وعلاقاته الاجتماعية وأوضاعه المادية التي ستفقد توازنها لديهم قبل وبعد التقاعد، وهنا نؤكد أن الاستعداد المبكر لهذه الفئة قبل مرحلة التقاعد لم يكن كافيًا لتجاوز كل هذه التحديات خاصة من الناحية المادية التي تعتبر أهم ما يفترض تأمينه قبل التقاعد، ولذلك ستحدث لديهم فجوة تؤدي إلى اضطرار كثير من هذه الفئة للبحث عن وظائف جديدة تتناسب مع سنهم وحالتهم الصحية والنفسية من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية ومتطلبات أفراد أسرتهم في الحياة.


حكومتنا الرشيدة في المملكة العربية السعودية، توظف كل إمكانياتها من أجل المواطن بجميع مراحل عمره وفي مختلف أحوالهم المعيشية، ولذلك قد خصصت كبقية الدول راتبا تقاعديا لكل موظف يحال للتقاعد سواء مدني أو عسكري، كما خصصت بعض البرامج مثل الضمان الاجتماعي وحساب المواطن كي تكون الداعم للفئات المستحقة من المتقاعدين وغيرهم لضمان حياة معيشية كريمة لجميع المواطنين وعوائلهم، ولكن يجب التخطيط السليم لمرحلة التقاعد قبل الوصول لها بفترة كافية كي يضمن الشخص قضاء حياة سعيدة بعد التقاعد ليقضي هذه المرحلة من عمره مع أفراد أسرته باستقرار وراحة نفسية، ويحافظ على صحته وعلاقاته الاجتماعية والتقرب لله بالعبادات.