أدلى يونس محمود، نجم الكرة العراقية السابق ونائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، بتصريحات أثارت جدلاً واسعًا خلال بطولة كأس الخليج العربي «خليجي 26» المقامة في الكويت. عند سؤاله عن فرص المنتخب السعودي في المنافسة على اللقب، ردّ بابتسامة ساخرة قائلاً: «السعودية جايه للقب؟!»، ما اعتبره البعض تقليلًا من قدرة المنتخب السعودي على المنافسة. هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة من قبل لاعبي المنتخب السعودي والجماهير. وأثر هذه التصريح على شكل المباراة وحماس اللاعبين وردود فعلهم داخل وخارج الملعب. فعلى سبيل المثال الكابتن علي البليهي، مدافع المنتخب السعودي، علّق قائلاً: «إذا كنت تريد ذكر الكرة السعودية، يجب أن تقف باحترام للسعودية أولاً، ثم بعدها تحدث. لا أحد كان يعرفك إلا عندما لعبت في السعودية» والعديد من اللاعبين الذين ردوا بطريقتهم الحادة والحادة جدًا إما بالردود اللفظية المباشرة أو غير اللفظية فضلًا عن الجماهير واحتقانها.

حالة يونس وردود الفعل وما آلت عليه الأمور الشبيهة بكرة الثلج هي حالة تصنع صناعة في الدعاية السياسية والحملات الدعائية والإعلامية وتدفع عليها ملايين الدولارات لتخطيطها وتنفيذها. بالتأكيد لم يكن يقصد يونس كل هذا وبالتأكيد ما حدث هو دعاية سلبية على يونس وأثرت بطبيعة الحال في منتخب العراق، بل حتى شاهدت ردود فعل لمشجعين عراقيين متذمرين وساخطين على يونس وأحدهم قال بكل عفويه وعصبيه (كله منك يا يونس).

زوبعة إعلامية حدثت بجهل وإهمال وفي مجال الإثارة فيه سهلة جدًا وسهل جدا سرعة انتشار الرسائل فيه.


فقوة التأثير الإعلامي تُعدّ من أبرز الأدوات التي تشكّل الرأي العام وتؤثر في المجتمعات والأفراد.

الإعلام، بمختلف وسائله التقليدية والحديثة، يُعد وسيلة لنقل المعلومات، لكن تأثيره يمتد إلى تشكيل المعتقدات، التوجهات، والقرارات. فما حدث مع يونس تنطبق عليه عوامل قوة التأثير الإعلامي كافة، فهي حققت الانتشار الواسع، شاهدنا التكرار، استشعرنا العاطفة والإقناع، وكذلك التخصص واستهداف الجمهور.

الإعلام بشقية التقليدي والرقمي مثير ومغر ومفيد، ويسعى الكثير للوجود فيه والتقرب منه، ولكن ينسون تمامًا أن لا منطقة وسطى فيه، فإن لم تجد التعامل معه، فسيكون حتما دعاية سلبية عليك، وبوابة مشرعة للأزمات. فيونس محمود جدد الدرس للجميع، وحتمًا سيأتي بعده أحد قريبًا وسيجدد الدرس، ويبقى السؤال هل سنتعظ؟