جذبت جلسة مبتكرة للسلوقي العربي الأصيل انتباه منظمي مؤتمر الأطراف السادس عشر في الرياض الذي عقد في ديسمبر 2024 كما جذب انتباه الرعاة والمشاركين، حيث حقق المركز الدولي للسلوقي العربي الأصيل ظهورًا غير مسبوق في المؤتمر، وهو الحدث الذي شكل علامة فارقة في الاعتراف العالمي بالأهمية الثقافية والبيئية للسلوقي.

واستقطبت الجلسة، التي ترأسها المستشار فهد الفرحان، المدير التنفيذي للمركز، جمهورًا متنوعًا متحمسًا للتعرف على هذه السلالة الأيقونية.

أدار النقاش في الجلسة الدكتور أحمد مصطفى، وحرص على استكشاف كل جانب من جوانب تراث السلوقي.


وبدأت الجلسة بلمحة تاريخية عن السلوقي، وهي سلالة كانت جزءًا من شبه الجزيرة العربية لأكثر من 7 آلاف عام. ولم يكن هذا الإرث مجرد مسألة وراثية بل كان إرثًا حيًا شكّل الثقافة والتقاليد السعودية. وقد تم نقل الجمهور إلى الماضي من خلال الروايات الحية والأدلة الأثرية المقدمة.

ضرورية للصيد والحماية

أكد المستشار فهد الفرحان دور السلوقي في تاريخ المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن هذه السلالة كانت رفيقة للقبائل البدوية وضرورية للصيد والحماية. واستشهد بإحصائيات تُظهر أن أكثر من 70% من السلالة السلوقية في المنطقة لا تزال تمتلكها العائلات التقليدية، مما يؤكد أهمية السلالة الدائمة للمجتمع.

ويجري تطوير عدد من المشاريع الثقافية من قبل المركز. وهدفت هذه المبادرات إلى الحفاظ على تراث السلوقي والترويج له، بما في ذلك البرامج التعليمية في المدارس والمتاحف، فضلاً عن المهرجانات السنوية التي تحتفي بالسلالة.

ومن المتوقع أن يكون لهذه المشاريع تأثير اقتصادي كبير، مع زيادة متوقعة في السياحة والمشاركة المحلية.

سلسلة وثائقية

كما كشف المركز أيضًا عن خطط لسلسلة وثائقية سيتم بثها على المنصات الوطنية والدولية.

تهدف هذه السلسلة، التي تم إنتاجها بالتعاون مع مخرجين مشهورين، إلى الوصول إلى جمهور عالمي من الملايين، مما يعزز مكانة السلوقي في النسيج الثقافي العالمي.

وتشير التقديرات إلى أن السلسلة ستولد اهتماماً ودعماً كبيراً لجهود الحفاظ على السلوقي.

كانت المشاريع التجارية المبتكرة المستوحاة من خصائص السلوقي نقطة محورية أخرى في الجلسة. وتراوحت هذه المشاريع من معدات الصيد الصديقة للبيئة إلى سياحة المغامرات التي تحمل طابع السلوقي. وشرح خبراء المركز كيف أن هذه المبادرات لن تكرم إرث السلوقي فحسب، بل ستخلق أيضًا فرصًا اقتصادية مستدامة للمجتمعات المحلية. وتوقعوا أن تسهم هذه المشاريع بأكثر من 50 مليون دولار في الاقتصاد السعودي سنويًا.

توازن بيئي

كما تناولت الجلسة أيضًا الدور البيئي للسلوقي. وسلط الخبراء الضوء على أهمية هذه السلالة في الحفاظ على توازن النظم البيئية الصحراوية. وشاركوا البيانات التي تظهر أن السلوقي كان له دور فعال في السيطرة على أعداد الفرائس، مما ساعد على منع الرعي الجائر وتآكل التربة. وقد أكد هذا التأثير البيئي الحاجة إلى مواصلة جهود الحفظ وممارسات التربية المستدامة.

ومن المشاريع البارزة الأخرى تطوير مركز أبحاث بيطري يركز على السلوقي، الذي سيركز على تقنيات التربية المتقدمة والإدارة الصحية.

ويهدف المركز إلى ضمان بقاء هذه السلالة ورفاهيتها على المدى الطويل. وقدر الخبراء أن هذه المبادرة ستؤدي إلى تحسين صحة السلوقي بنسبة 20% وزيادة بنسبة 15% في السلالة على مدى العقد المقبل.

شراكات عالمية

اختتمت الجلسة بمناقشة حول الشراكات العالمية التي كان المركز بصدد تشكيلها لتعزيز مهمته. واعتُبر التعاون مع المنظمات الدولية والجامعات أمرًا بالغ الأهمية لتبادل المعرفة والموارد. وكان من المتوقع أن تجلب هذه الشراكات أكثر من 10 ملايين دولار من التمويل، مما يعزز مكانة المركز كرائد في الحفاظ على السلوقي والترويج الثقافي.

وقد تم تخصيص قطعة أرض بمساحة (1 كم2) من قبل «المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر» في السعودية داخل «منتزه سعد»، لإقامة كافة مرافق المركز عليه ولكي يكون مصدرا للجذب السياحي محليا وإقليميا ودوليا.

الكلاب السلوقية

ـ سلالة كانت جزءًا من شبه الجزيرة العربية لأكثر من 7 آلاف عام

ـ كانت رفيقة للقبائل البدوية وضرورية للصيد والحماية

ـ 70 % من هذه السلالة لا تزال تمتلكها العائلات التقليدية

ـ مبادرات سعودية لزيادة الاهتمام بها تسهم بأكثر من 50 مليون دولار في الاقتصاد السعودي سنويًا