فيما أعاد خبراء كارثة طائرة الخطوط الكورية الجنوبية التي تحطمت خلال هبوطها في مطار غرب البلاد، وأودت بحياة 179 شخصًا من أصل 181 كانوا على متنها إلى أن الطيور تتسبب في تحطمها، وعقب سلسلة من حوادث متفرقة للطائرات نتيجة ارتطامها بأسراب طيور، أفصح طيارون سعوديون لـ«الوطن» عن أن أسراب الطيور يمكنها أن تتحول إلى تهديد محتمل للطائرات، نتيجة مجموعة من العوامل المرتبطة ببيئة الطيران وطبيعة حركة الطيور، وأن هذا التهديد قد يؤدي إلى أضرار مادية كبيرة أو حوادث خطيرة، إذا لم يتم التعامل معه بفعالية.

التأثير على الهيكل

عدّد المدير التنفيذي «السابق» للاتحاد السعودي للطيران الشراعي، المهندس صادق الجبران، نحو 5 أشكال وظروف وملابسات في حوادث الطائرات نتيجة ارتطامها بالطيور، وهي:


1- اصطدام الطيور بالمحركات

عندما تدخل الطيور، خصوصًا أثناء الإقلاع أو الهبوط، إلى محركات الطائرة، فقد يحدث تلف كبير في المراوح الداخلية أو انسداد يؤدي إلى توقف المحركات عن العمل، يُعرف باسم «ابتلاع الطيور»، وهو من أخطر التهديدات للطائرات النفاثة، لأن المحركات تعتمد على دوران سريع وعالي الكفاءة لا يحتمل وجود أجسام غريبة داخله.

2- التأثير على هيكل الطائرة

الطيور التي تصطدم بجسم الطائرة، خصوصًا بأجزاء حساسة مثل زجاج قمرة القيادة أو الأجنحة، يمكن أن تسبب أضرارًا هيكلية جسيمة، فطيور كبيرة الحجم أو سرب من الطيور قد ينتج تشققًا في الزجاج أو اختراقه، مما يهدد سلامة الطيار والركاب.

3- السرعة العالية وتأثير الطاقة الحركية

نظرًا لسرعة الطائرة الكبيرة، فإنه حتى مع اصطدام طائر صغير يمكن أن تتولد طاقة حركية كافية لإحداث ضرر كبير، فاصطدام طائر يزن 1 كلج بطائرة تسير بسرعة 300 كم/ساعة، يعادل تصادمًا بطاقة أكثر من 4 أطنان.

4- تزامن حركة الطيور والطائرات

تكون الطيور أكثر نشاطًا خلال أوقات الفجر والغروب، وهي فترات تتزامن غالبًا مع أوقات الإقلاع والهبوط، مما يزيد من احتمالية حدوث التصادم.

5- الطيران في أسراب

الطيور التي تطير في مجموعات أو أسراب تزيد من خطورة الاصطدام، فبدلًا من أن يكون التصادم فرديًا، يمكن أن يؤدي السرب إلى أضرار مضاعفة، إذا أصاب محركين أو أكثر أو اصطدم بعدة أجزاء من الطائرة.

الأضرار الناجمة

أبان الجبران، أن من بين الأضرار الناجمة عن التصادم مع الطيور

1- تعطل المحركات

فقدان محرك واحد أو أكثر، مما قد يقود إلى فشل في التحكم بالطائرة، خصوصًا في مراحل الإقلاع أو الهبوط.

2- أضرار هيكلية

تأثيرات الطيور الكبيرة قد تضر بالجناحين، الزعانف الخلفية، أو أنظمة الهبوط.

3- تهديد سلامة الركاب والطاقم

اختراق الزجاج أو تحطمه يمكن أن يؤدي إلى إصابات مباشرة للطيارين، ويؤثر على قدرتهم على التحكم بالطائرة.

تقليل المخاطر

قال الجبران: تظل الطيور جزءًا من البيئة الطبيعية، لكن تداخلها مع عمليات الطيران يجعل التعامل مع هذا الخطر أولوية قصوى لضمان سلامة الرحلات الجوية، ومن بين إجراءات الوقاية وتقليل المخاطر:

1- استخدام أنظمة الكشف

اعتماد رادارات مخصصة لرصد أسراب الطيور وتحليل حركتها في محيط المطارات.

2- إبعاد الطيور عن المطارات

التخلص من العوامل الجاذبة للطيور، مثل النفايات العضوية، أو المياه المفتوحة التي قد تشكل مواقع استراحة للطيور.

3- تقنيات طرد الطيور

استخدام أجهزة صوتية أو مرئية تعمل على تخويف الطيور وإبعادها عن مسارات الطيران.

4- التنسيق البيئي

زراعة نباتات لا تجذب الطيور أو تغيير الأنماط البيئية القريبة من المطارات بشكل يقلل من نشاط الطيور.

5- التوعية

تدريب الطيارين ومراقبي الحركة الجوية على الاستجابة السريعة والتعامل مع مثل هذه الحالات.

10 آلاف قدم

بدوره، أوضح الكابتن مشعل السديري «طيار»، أن «أسراب الطيور تشكل خطرًا على الطائرات، وبالأخص عند وصولها إلى محركات الطائرات، وقد تتسبب في توقف هذه المحركات، وكذلك عند ارتطامها بإطارات الطائرة عند الهبوط، ووصول سرب الطيور إلى داخل الإطار»، وأضاف في طائرات «المرواح»، تشكل الطيور خطورة كبيرة عند ارتطامها بالمراوح، وكلما زاد حجم الطائر زادت التلفيات.

وتابع: في الطائرات «النفاثة» فإن الطيور صغيرة الحجم قد تلحق أضرارًا بالطائرة عند الارتطام فيها، أكمل: فيما يخص الطيور ذات الأحجام الكبيرة، فقد ترتطم وتحطم زجاج «كابينة» القيادة، وترتطم بأجزاء حساسة في الطائرة، وكثير من المطارات في العالم توجه تحذيرات للطائرات قبل الهبوط عند وجود طيور في المطار، كإجراء سلامة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، وهناك كثير من المطارات، تستخدم أنظمة لإبعاد الطيور من المطارات، ومن بين الإجراءات المتخذة لإبعاد الطيور في المطارات استخدام صقور، وشباك.

ولفت إلى أن النسور والصقور «الجوارح» لديها القدرة على الطيران على ارتفاعات «شاهقة» قد تصل إلى أكثر من 10 آلاف قدم، وعادة الجوارح، لا تحلق كمجموعات «أسراب» في الجو، بينما الطيور الأخرى تحلق كمجموعات «أسراب» في الجو.

أشهر حوادث الطيور

حادثة نهر هدسون (2009):

ـ اصطدمت طائرة إيرباص (A320) تابعة لشركة (US Airways) بسرب من الطيور خلال الإقلاع.

ـ تسبب الاصطدام بتعطل كلا المحركين، مما اضطر الطيار للهبوط الاضطراري بنجاح في نهر هدسون دون أي خسائر بشرية.

ـ الحادثة تحولت إلى فيلم سينمائي من بطولة توم هانكس حمل عنوان «سول» وهو اسم الطيار.