في غضون سنوات قليلة، تغيرت ملامح بلادنا العزيزة بصورة مذهلة. فمن إعادة بناء الاقتصاد وتنويع مصادره بعيدًا عن الاعتماد على النفط إلى تبني التكنولوجيا المتقدمة واستثمار الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، خطت المملكة خطوات عملاقة نحو المستقبل.
ومع إعلان رؤية المملكة 2030 أهدافها الطموحة، برزت مشاريع عملاقة تمثل انعكاسًا حقيقيًا لهذه الرؤية، أبرزها مشروع «نيوم»، المدينة المستقبلية التي تُبنى على أحدث التقنيات، وتجمع بين الرفاهية والاستدامة في تصميمها العصري.
ومدينة «ذا لاين»، التي تعتبر جزءا من مشروع نيوم العملاق، المدينة الثورية التي تجسد مفهومًا جديدًا للحياة المدنية، حيث تُلبي احتياجات سكانها دون التأثير على البيئة المحيطة. هذا الطموح ليس مجرد خيال، بل هو واقع يتشكل أمام أعيننا يوما تلو الآخر، ليجسد قدرة الإنسان على تحدي المستحيل وخلق مستقبل أفضل.
وعلى الصعيدين الثقافي والاجتماعي، شهدت المملكة نهضة شاملة، حيث انفتحت الأبواب أمام الفنون والثقافة، وأصبحت المرأة شريكًا فاعلًا في مسيرة التنمية، قائدةً ومساهمةً في شتى المجالات، حيث حصلت المرأة السعودية على حقوقها كاملة، وتقلدت مناصب قيادية في مختلف القطاعات، من ريادة الأعمال إلى العلوم والرياضة والفنون. هذا التغيير النوعي لم يكن ليحدث لولا الإرادة الصادقة لقيادة حكيمة آمنت بقدرات المرأة، وأهمية دورها في بناء المجتمع.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد حققت المملكة قفزات هائلة، حيث نجح صندوق الاستثمارات العامة في مضاعفة أصوله أضعافًا مضاعفة، ليصبح أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، ومحركًا رئيسيًا للتحول الاقتصادي في المملكة. كما أصبحت السعودية وجهةً مفضلة للاستثمار العالمي، تجتذب رؤوس الأموال، وتعقد الشراكات الإستراتيجية مع أكبر الشركات العالمية.
وفي مجال البيئة، تُعد المملكة من الدول الرائدة في مجال الاستدامة ومكافحة التغير المناخي، حيث أطلقت مبادرات طموحة، مثل «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، بهدف زراعة مليارات الأشجار، وتقليل الانبعاثات الكربونية، والحفاظ على التنوع الحيوي. هذه المبادرات لا تقتصر على معالجة التحديات البيئية المحلية، بل تحمل بُعدًا إنسانيًا عالميًا يستهدف حماية كوكب الأرض من أجل الأجيال القادمة.
ولا شك أن كل هذه الإنجازات لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة رؤية ثاقبة وقيادة استثنائية، آمنت بأن المملكة تستحق مكانةً رائدة في العالم، وأن شعبها قادر على صنع المعجزات، حيث أيقن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - أن التغيير يبدأ بالطموح والإرادة الصلبة، وقد ألهم شعبه برؤيته العميقة وشجاعته الفذة، ليحققوا إنجازات غير مسبوقة في كل المجالات.
قصة التحول في المملكة العربية السعودية تُلهم العالم أجمع، وتؤكد أن الإنسان قادر على تغيير مسار التاريخ عندما تتوافر له القيادة الحكيمة والرؤية الواضحة.
إنها قصة نجاح مبهرة تبعث على الفخر، وتؤكد أن المستقبل واعد بالخير والازدهار.
--
لتكن خطواتك في الخير كمن يمشي على الرمل، لا يُسمع صوته لكن أثره واضح