بدا لي المشهد عندما أُعلن إعلان الرياض وكأن الأرض استعادت إيقاعها الطبيعي مع التطور، فهو إعلان يحكي عن الذكاء الاصطناعي المؤثر في حياة البشر، المبتكر في مضمونه، الشامل في غاياته.
وفي غمرة انشغال العالم وازدحامه بالتقنيات المتسارعة، قالت الرياض كلمتها عبره: «الإنسان أولًا»، فالذكاء الاصطناعي مهما بلغ من تفوق يبقى بلا قيمة إن لم يُستخدم لخدمة الإنسان. وكان الحديث عن الشمول والابتكار والتنمية حاضرًا ومترابطًا مع أسئلة المستقبل التي لطالما شغلت البشرية: كيف يمكن للتقنية أن تصنع فارقًا لا يقصي أحدًا ولا يترك أمة خلف الركب؟
وفي خضم ذلك المشهد المهيب، كان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حاضرًا بروحه الوثابة ورؤيته الخلاقة التي صنعت من مملكتنا الحبيبة خريطة جديدة لا تقتصر على النفط وحده، بل تمتد للتقنيات والفضاء والاقتصاد الإبداعي، وأصبح عنوانًا لعصر الطموح والابتكار، يُلهم الأجيال ويمضي بثقة في دروبٍ يعبّدها بإصرار، ويتركنا جميعًا نرقب إنجازاته وقد تحوّلت إلى واقع يسبق التوقعات.
وفي قلب هذا المشهد الرقمي كله، ظل المهندس عبدالله بن عامر السواحه، وطيلة سنوات، يترجم الرؤية إلى فعل والطموح إلى مشاريع حقيقية، لذا تجده دائمًا يتحدث بثقة تشبه ثقة المملكة نفسها، وهي تُعيد صياغة مكانتها في العالم الرقمي، فحديثه بالأمس لم يكن مجرد كلمات عن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، بل كان دعوة ملهمة تؤكد أن التقنية ليست مجرد أرقام ومعادلات، ولكن أداة لصناعة الأمل وبناء المستقبل.
ووسط كل هذا الحضور الكثيف كان البُعد الإنساني حاضرًا بقوة، فها هي السعودية التي كانت دائمًا حاضرة في ميادين الخير والتنمية تُعيد الآن تعريف التقنية على أنها خادمة للإنسانية، فإعلان الرياض ليس مجرد بيان، بل هو التزام أخلاقي بأن تكون التقنية أداة للشمول، ومساحة للتنمية المستدامة، وجسرًا يصل الأجيال بالحياة الأفضل.
شعرت وأنا أخرج من القاعة بأنني أحمل معي شيئًا يشبه الحكاية، حكاية تُحكى للأجيال القادمة عن وطن لم يكتفٍ بمجاراة المستقبل، بل صنعه بيديه، وطن يقف اليوم في مقدمة العالم، ويقوده شاب مُلهم، ويُحيط به رجال يؤمنون برؤيته، ويسابقون الزمن لتحويلها إلى واقع.
خرجت من ذلك المكان وأنا أشعر بأننا لسنا فقط شهودًا على الإنجاز، بل نحن جزء منه، نعيش لحظاته، ونكتب سطوره بفخرٍ لن ينضب.