النمط القديم يتعرض «للتهكير»، عائلة تستيقظ باكرا، ينتشرون لأعمالهم، يعودون في الظهيرة حيث الغداء «الجماعي» والقيلولة، ثم التفاف حول الأب في جلسة شاي، ثم فترة حرة، ثم القيام بالمهام بعد المغرب، ثم العشاء الجماعي ثم سمرة صغيرة ثم النوم مبكرا، يوم قصير سريع لا يخلو من إنجازات، الجميع داخل محيط رادار الوالدين، رغم انعدام وسائل الاتصال!، هذا النمط انتهى.
(2)
ثم أعد البصر كرّتين في «حالك»، وتأمل كيف يمر اليوم بفوضى عارمة، تحاول الترتيب فتعجز، تنشد التربية فتيأس، تبدأ بالتنظيم فتفشل، تتصنع التقيد بالنظام فتجد نفسك وحيدا!، قديما كتب شاب في منصة (X) حينما كانت «تويتر»: «حاولت أن أقوم بواجباتي كإنسان ولكن المجتمع لا يساعد!»
(3)
الأمور تخرج عن السيطرة، كلٌ يأكل وحده، والجميع يحتاج لأكثر من 24 ساعة لإنجاز الأمور اليومية، الجميع يهرول، والجميع مرهق، وقلق.
(4)
تريد أن تأخذ أطفالك في رحلة فتتفاجأ بأنهم لا يريدون!، تريد أن تجلس في «المقهى» ولكن لا يوجد وقت، تريد لمة أصدقاء ولكن لا أحد يرد على الهاتف، أما «النوم» فهو قضية أخرى!، قضية بلا حل.
(5)
حتى عندما تجلس في غرفتك، أو مكتبك، أو «الاستراحة»، تجد الإرهاق يحكم قبضته على الجهاز العضلي، و«القلق» يلهب الفؤاد بلا داع، فالجميع بخير.
(6)
السبب لأننا وضعنا كل حياتنا في هذا «الجهاز»، أخبرني عن حالتك عندما يفرغ «جوالك» من الشحن؟!، تتحول فجأة إلى «عمود»، أصم، أبكم، أعمى، يفترسك القلق.
(7)
هذه «التطبيقات» متخمة بمقاطع، وأخبار، وألعاب تحوم حول ثلاثة أشياء: الجنس، والعنف، والشعور السلبي، كالحزن، واليأس، هذا هو السبب الذي يجعلك تفقد السيطرة ولا تجد موقعا لقدميك كي تخطط، وتنظم الوقت، وتنهض بمسؤولياتك، وتجدك على الأقل!