ذكر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لا تزال تقيّم كيف يمكن أن يؤثر الهجوم على أجهزة النداء على الجهود المبذولة للتفاوض حول وقف إطلاق النار في غزة.

حيث ذكرت شركة مقرها المجر إن أجهزة النداء التي استخدمها حزب الله وانفجرت في هجوم إسرائيلي واضح كانت من صنعها، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه تفاصيل العملية الغامضة تتكشف.

وعلى الرغم من دورات التصعيد الدورية، فقد تجنب حزب الله وإسرائيل بعناية الدخول في حرب شاملة، ولكن القادة الإسرائيليين أصدروا سلسلة من التحذيرات في الأسابيع الأخيرة من أنهم قد يزيدون من العمليات ضد حزب الله في لبنان.


إجراء احترازي

وبدأت إسرائيل تحريك المزيد من القوات إلى حدودها مع لبنان كإجراء احترازي، وقالت شركة «غولد أبولو» التايوانية التي سمحت باستخدام علامتها التجارية على أجهزة الاستدعاء، في بيان، إن أجهزة الاستدعاء من طراز «AR-924» المستخدمة في الهجوم، تم تصنيعها من قبل شركة «بي إيه سي كونسلتينج كيه إف تي»، التي يقع مقرها في العاصمة المجرية بودابست.

وقالت شركة جولد أبولو في بيان «بموجب اتفاقية التعاون، فإننا نسمح لشركة بي أيه سي باستخدام علامتنا التجارية لبيع المنتجات في مناطق محددة، ولكن تصميم وتصنيع المنتجات هو مسؤولية شركة بي أيه سي وحدها».

وقت متزامن

وكانت أجهزة النداء التي تستخدمها الجماعة المسلحة قد انفجرت في وقت متزامن تقريبا في لبنان وسوريا، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل، بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 آخرين. وحمل حزب الله والحكومة اللبنانية إسرائيل المسؤولية عن ذلك.

وقال مسؤول أميركي إن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة على تفاصيل الهجوم الذي تم فيه تفجير كميات صغيرة من المتفجرات مخبأة في أجهزة استدعاء.

وقد أدى الهجوم المتطور إلى تجدد المخاوف من أن الحرب بين إسرائيل قد تمتد إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا.

تبادل النار

وتبادل حزب الله والقوات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ الثامن من أكتوبر ومنذ ذلك الحين، قُتل المئات في الهجمات في لبنان والعشرات في إسرائيل، بينما نزح عشرات الآلاف على جانبي الحدود.



المواد المتفجرة

ويعتقد الخبراء أن المواد المتفجرة تم وضعها في أجهزة الاستدعاء قبل تسليمها.

ويحتوي جهاز النداء AR-924، الذي تم الإعلان عنه على أنه «متين»، على بطارية ليثيوم قابلة لإعادة الشحن، وفقًا للمواصفات المعلن عنها على موقع Gold Apollo الإلكتروني قبل إزالتها بعد الهجوم.

وزعمت الشركة أن عمر البطارية يصل إلى 85 يومًا. وسيكون ذلك أمرًا بالغ الأهمية في لبنان، حيث أصبحت انقطاعات الكهرباء شائعة بعد سنوات من الانهيار الاقتصادي.

أجهزة النداء

كما تعمل أجهزة النداء على شبكة لاسلكية مختلفة عن الهواتف المحمولة، مما يجعلها أكثر مرونة في حالات الطوارئ - وهو أحد الأسباب التي تجعل العديد من المستشفيات في جميع أنحاء العالم لا تزال تعتمد عليها.

بالنسبة لحزب الله، وفرت أجهزة الاستدعاء أيضاً وسيلة لتجنب ما يُعتقد أنه مراقبة إلكترونية إسرائيلية مكثفة على شبكات الهواتف المحمولة في لبنان.

جروح خطيرة

وفي مستشفيات بيروت هدأت إلى حد كبير الفوضى التي سادت الليلة الماضية، لكن أقارب الجرحى واصلوا الانتظار.

وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض للصحفيين خلال جولة على المستشفيات صباح الأربعاء إن العديد من الجرحى أصيبوا بجروح خطيرة في أعينهم، بينما تعرض آخرون لبتر أطرافهم. ولم يُسمح للصحفيين بدخول غرف المستشفيات أو تصوير المرضى.

وقال أبيض إن الجرحى أرسلوا إلى مستشفيات مختلفة في المنطقة لتجنب تحميل أي منشأة فوق طاقتها، وأضاف أن تركيا والعراق وإيران وسوريا ومصر عرضت المساعدة في علاج المرضى.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، هبطت في بيروت طائرة عسكرية عراقية تحمل 15 طنا من الأدوية والمعدات الطبية، بحسب قوله.



ما نعرفه عن الهجوم:

شك سابق

وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله قد حذر أعضاء الحزب من حمل الهواتف المحمولة، قائلا إن إسرائيل قد تستخدمها لتتبع تحركات الحزب. ونتيجة لذلك، يستخدم الحزب أجهزة النداء للاتصال.

وقال مسؤول في حزب الله إن الأجهزة المنفجرة كانت من علامة تجارية جديدة لم تستخدمها الجماعة من قبل.

وقال نيكولاس ريس، المدرس المساعد في مركز الشؤون العالمية في كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك، إن الهواتف الذكية تحمل مخاطر أعلى لاعتراض الاتصالات مقارنة بتكنولوجيا أجهزة الاستدعاء الأكثر بساطة.

وقال ريس، الذي عمل سابقا ضابط استخبارات، إن هذا النوع من الهجمات سيجبر حزب الله أيضا على تغيير إستراتيجياته الاتصالية، مضيفا أن الناجين من الانفجارات من المرجح أن يتخلصوا «ليس فقط من أجهزة النداء الخاصة بهم، ولكن أيضا من هواتفهم، ويتركون أجهزتهم اللوحية أو أي أجهزة إلكترونية أخرى».

سلسلة التوريد

وأوضح العديد من الخبراء كيف أن الانفجارات كانت على الأرجح نتيجة لتدخل في سلسلة التوريد.

وقد يكون تم تركيب أجهزة متفجرة صغيرة للغاية في أجهزة الاتصال قبل تسليمها إلى حزب الله، ثم تم تشغيلها عن بعد في وقت واحد، ربما باستخدام إشارة لاسلكية.

وقال كارلوس بيريز، مدير الاستخبارات الأمنية في شركة TrustedSec، إنه بحلول وقت الهجوم، «كانت البطارية على الأرجح نصفها متفجرة ونصفها الآخر بطارية فعلية».

الوقت المستغرق

إن التخطيط لهجوم بهذا الحجم سوف يستغرق وقتا طويلا. ولا تزال التفاصيل الدقيقة غير معروفة، لكن الخبراء الذين تحدثوا إلى وكالة AP أشاروا إلى أن الأمر قد يستغرق ما بين عدة أشهر إلى عامين.