ماذا لو لم يُقبل الناس على اللقاح بحجة أن المجتمعات ملائكية! أو أن اللقاح مضر، الشيطان الذي أخرج آدم من الجنة، ونزغ بين ذريته، ما زال يتجول في الأرض، يزين لبني آدم الخبائث، لتظهر الأمراض وتفسد الحياة، لذلك الحرص واجب، والمؤمن كيسٌ فطن.
فتاة في مقتبل العمر تزوجت بشاب من عمرها، وحملت عدة مرات، ولكن في كل مرة ينتهي الحمل بإجهاض أو بجنين ميت! وأثبتت الفحوصات بعد ذلك إصابة الأم بمرض الزهري الذي انتقل لها أثناء حملها الأول الذي انتهى في أسبوعه السادس عشر، ولكن لم تدرس الحالة كما ينبغي، إلّا عندما تكرر الأمر ثلاث مرات.
كثير من المصابين بمرض الزهري لا يلاحظون أي أعراض، ويمكن أيضًا ألا يلاحظها مقدمو الرعاية الصحية، ويستمر المرض إذا لم يُعالَج لسنوات عديدة. ويمر بمراحل عدة، المرحلة الأولية كقرحة غير مؤلمة في الجهاز التناسلي من الممكن أن تلتئم في غضون 3-6 أسابيع، وعندها يُسمى بـ(الزُهري الخَفي أو الكامن)، وأخيرًا يتطور إلى المرحلة الثالثة إذا لم يشخص ويعالج. ويعتبر الزهري من أكثر الأمراض الجنسية انتشارًا في العالم، وثاني سبب للإجهاض، بعد الاختلال الكروموسومي والتشوهات الخلقية، وربما يتسبب في تشوهات خلقية للجنين. يمكن للمولود أيضًا أن يصاب بالعدوى من أمه أثناء الولادة الطبيعية. وإذا لم يشخص المرض مبكرًا من الممكن أن يصاب بالعمى، أو التهاب في الدم، حاد وقاتل. علاج الحامل المصابة بالزهري مبكرًا يعد خطوة مهمة جدًا لمنع انتقال الداء إلى الطفل أثناء الولادة، وبالتالي يمنع المضاعفات. من هنا أتت أهمية فحص الحامل لرصد مرض الزهري باكرًا، وبالتالي تقديم العلاج المناسب مبكرًا وعادة يتم في الزيارة الأولى من الحمل، ولكن حقيقة ليست كل المراكز الطبية تفعل ذلك، وهنا المشكلة.
سيدة أصيبت بالعقم لالتهابات الحوض المتكررة لديها، والتي سببت لها التصاقات في قناتي فالوب، نتيجة الإصابة بعدوى السيلان.
حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية في 2020، سجلت قرابة 374 مليون حالة عدوى جنسية حول العالم، منها 82 مليون حالة سيلان و7.1 ملايين حالة زهري. ويقدر أن 490 مليون شخص تعايشوا مع عدوى الهربس التناسلي في 2016، و300 مليون سيدة مصابات بعدوى فيروس الورم الحليمي.
الأمر ليس حرية شخصية ولا ينطبق عليه مقولة (بينه وبين ربه). العلاقات خارج إطار الزوجية، تحمل مخاطر كثيرة على كل فردٍ من العائلة، وكلٌ راعٍ وكلٌ مسؤول عن رعيته.