ظهرت بعض الأخبار سابقًا عن مخاطر البطاريات السائلة والمعروفة بمادة أيونات الليثيوم سواء كانت على أجهزة الهواتف أو السيارات أو الكمبيوتر المحمول وغيرها، وخصوصًا تحذيرات من عدم تعرضها للضرب أو السقوط، أو وضعها تحت أشعة الشمس، ما يعرضها للاشتعال. وتحذيرات أخرى بعدم وضعها بمكان دافئ والجهاز متصل بالشاحن، وكل تلك التحذيرات مهم جدًا الالتزام بها، إلا أنها ستصبح من الماضي.

كل شيء بداخل الأجهزة تطور، وحتى الأجهزة نفسها تطورت! إلا أن البطاريات بقيت في تحد خصوصًا مع ظهور السيارات الكهربائية وربما ينسب لهذه الصناعة الفضل الكبير، حيث تعتبر صناعة السيارات الكهربائية دفعة تشجيعية للمبتكرين والمخترعين للبحث والتطوير في مجال البطاريات والذي بقي يتطور بشكل بسيط سابقًا وأصبح اليوم متسارعًا!

المواد المستخدمة حاليًا وسابقًا هي أيونات الليثيوم حيث تتكون من سائل بداخله أيونات الليثيوم والتي تحمل مكونات كيميائية تحتفظ بالطاقة، وتستخدم على الأجهزة المتنقلة -كما ذكرت سابقًا- وتعتبر ابتكارًا رائعًا جدًا، والذي جعلنا حتى اليوم نتواصل سويًا عبر هذه الطاقة، ولكن كما ذكرنا ربما تكون خطرة في بعض الظروف.

والثورة الجديدة القادمة، والتي أعلنت عدة شركات عالمية عن توصلها لبطارية الحالة الصلبة، وهو النقلة النوعية والثورية في هذا المجال! والذي لن يغير فقط في مجال مصدر الطاقة بل حتى في مكونات الأجهزة التي نحملها وسأشرحها بعدما أشرح بطاريات الحالة الصلبة، والتي من المهم التعرف عليها. حيث تعمل بطاريات الحالة الصلبة عبر الليثيوم وهي تشبه مفهوم البطاريات السائلة ولكنها عبر الليثيوم في حالته الصلبة، وتحفيز تخزين الطاقة بداخله مع وجود أقطاب الشحنات وهو ما يسهل توفير الطاقة. إلا أنها قد تكون حسب اختبارات الشركات العملاقة مثل سامسونج وتويوتا واللذان يطورانها، بأنها قد تكون أكثر كفاءة وتعطي مدى أطول في العمر والاستخدام، وهو ما يجعلها تحمل كثافة أعلى في الطاقة.

هل سيغير تطور البطاريات من استخدامنا؟

بالطبع سيغير! حتى هذه اللحظة لم يتغير بالطبع، ولكن أستطيع التنبؤ بما سيحصل مستقبلًا بناء على قراءتي عن البطاريات بالحالة الصلبة وعن مميزاتها. حيث قد يتغير مفهوم استخدام الهواتف، وربما يصنع عتاد داخلي من معالج وذاكرة وغيره بشكل أقوى بكثير. حيث كان تحدي البطارية سابقا خصوصًا صناعة الأجهزة ومحاولة إيجاد نقطة توازن بين استهلاك الطاقة وعتاد الجهاز وبين قدرة البطارية، وهو ما يجعل مخيلتنا تحلق بعيدًا في الاستخدامات كافة، سواء القلم الذكي والساعة الذكية والهاتف والكمبيوتر وباقي الأجهزة الأخرى، وسيجعل أداءها أسرع وأقوى وربما أقل بعدد مرات الشحن، لن تكون بالوصف نفسه حرفيًا أو خيالية، وستكون واقعية، ولكن سيلحظ الجميع بعد عدة سنوات هذه التغييرات. لذلك نقول شكرًا للسيارات الكهربائية التي دفعت بهذا الابتكار حتى رأى النور.