تعد جائزة البردة التي أطلقت قبل 20 سنة، من أهم الجوائز العربية والإسلامية، الجامعة بين الدين والثقافة، وتأتي في إطار احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بذكرى المولد النبوي الشريف؛ وترسخ رؤيتها ورسالتها وأهدافها المنصوص عليها من مكانتها كمنصة عالمية، احتفاءً بالتنوع في الثقافة الإسلامية وممارساتها المختلفة، وتكريماً للإبداع المتميز في الأنماط الفنية الإسلامية التقليدية، وتقديراً للغة العربية وجمالياتها.

الثلاثاء الماضي سعدت بدعوة حضور احتفالات الدورة 17 للجائزة التي تعكس الدور الرائد في رعاية ودعم الفنون الإسلامية، انطلاقاً من إستراتيجية رامية لتعريف المجتمعات العالمية بهذه الفنون، وصون التراث الفني للحضارة الإسلامية، وإظهار الصورة المشرقة للثقافة الإسلامية المبنية على التسامح والمحبة.

وقد تولت وزارة الثقافة والشباب في الإمارات الاعتناء بها، وأعطتها في أطوارها المختلفة اهتماما بالغا، جعلها هدفا لمشاركة الشعراء والخطاطين والتشكيليين والفنانين الذين استلهموا في أعمالهم النص القرآني والحديث الشريف والسيرة النبوية الطاهرة.

جائزة البردة فئاتها ثلاث، الشعر «الفصيح والنبطي»، والخط «الكلاسيكي والحديث»، والزخرفة؛ وما يشد الانتباه ويبهج الخاطر تسليطها الضوء على شخصية وسيرة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وتحقيقها لأهداف راقية، كالاحتفاء بجماليات الفنون الإسلامية كمدخل للتواصل الثقافي مع العالم وكجزء من التراث الإنساني، كذا تحفيز وتنويع مشاركات المتميزين والمبدعين في مجالات الفنون الإسلامية التقليدية والشعر، وإبراز التنوع الثقافي والفكري في العالم الإسلامي، وتعزيز الابتكار والروح الخلاقة لدى الأجيال الناشئة، ودعم الحركة الإبداعية واستقطاب المواهب الشابة..

المهتمون بالفنون الإسلامية من كل مكان على موعد ووعد مع «منحة البردة» التي أعلنت مؤخرا، والتي تعد مبادرة رائدة تستهدف إثراء مجالات الفنون الإسلامية والارتقاء بممارساتها على نطاق عالمي، بما يسهم في تعزيز استدامة الفنون الإسلامية، واستشراف مستقبلها، من خلال تقديم 20 منحة مصممة لتعزيز المواهب والابتكار في مجال الفنون الإسلامية، وبناء القدرات، وتعزيز البحث في ميادين الفنون الثقافية والإسلامية، وتطوير قواعد بيانات شاملة لإثراء هذا القطاع، وتمكين الجيل القادم من الفنانين والمفكرين من تقديم مشاريع تسهم في التعريف بأهمية وعراقة هذا النوع من الفنون.

أختم بالشكر الجزيل والتقدير الكبير لكل دولة وجهة ومسؤول عزز ويعزز من جوانب الاهتمام بالثقافة الإسلامية وفنونها، ولكل مهتم بخلق الوعي حول الجانب الفني والحضاري للإسلام، وإسهام الثقافة في الحضارة، ولكل من يشجع تظاهرات ومظاهر تجديد وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية الإسلامية ومضامينها وقيمها وينعش من رسالتها المجيدة، ولكل مقتنع بأن أهمية الفن الإسلامي ترجع للرمزية التي يتسم بها، وأنه تأثر بفنون حضارات سابقة، وأثّر في فنونٍ لاحقة، وأنه الجسر وهمزة الوصل بين الثقافات والحضارات والشعوب المختلفة على مر الزمان.