بعد ساعات قليلة ينطلق منتخبنا الأول لكرة القدم مشواره في البحث عن التأهل لمونديال 2026، وفي غمرة الحديث عن هذه التظاهرة الكروية، تتجلى أهمية الجانب الإعلامي للترويج بشكل مثالي لاستضافة السعودية لكأس العالم 2034، بدءًا من ما يطرح على الشاشات وصدر الصحف، والذي يتطلب جهودًا كبيرة من الجميع، لاسيما وأن المملكة ستكون وجهة مفضلة للصحافة والإعلام العالمي لتغطية الحدث الكبير.

وكان لنا تجارب سابقة في أكثر من مناسبة، لكن مونديال 2034 مختلف من جميع الزوايا، ويتعين إعداد وتجهيز إستراتيجية إعلامية والاستماع للتحديات التي تواجه استضافة البطولة سعيًا للمساعدة والمشاركة لتنظيم مثالي يليق باسم وسمعة المملكة في المحافل الخارجية، ونأمل من الجهات المختصة بهذا الشأن العمل على تأهيل هذا الحدث بصنع نخب من الإعلاميين يتوازون مع المحفل، والذي سيكون التنافس فيه بين 48 دولة، خاصة أن النجاح ليس مهمة اللجنة المنظمة فحسب، بل يرتكز على كل المؤسسات، وتحديدًا رجال الإعلام لإظهار بلادنا بأبهى صورة.

وتأتي أهمية إيجاد أنشطة للإعلام الدولي لإشعارهم بقيمة الحدث العالمي الذي يقام على أرضنا، ودعمها بالشعارات الإيجابية التي تجسد روح التسامح والروح الرياضية، وإنشاء قوائم للإعلام المحلي والدولي، ومواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق المزيد من الفائدة والترويج المثالي، تضم شخصيات رياضية من مختلف المؤسسات الإعلامية، وعقد اجتماعات دورية بهدف إنتاج رسالة إعلامية منتظمة وراقية، والتحدي يكمن في إخراج الموضوعات التي تصب في قالب الحدث وإبرازها، لأن استضافة كأس العالم جهد وطني يتطلب العمل من الجميع .

أعيد القول إن تأهيل الإعلاميين والنهوض بالفكر والطرح لا يقل عن تأهيل المنشآت الرياضية التي تستضيف الحدث الكبير، وفي الوقت الذي تحقق فيه الرياضة السعودية قفزات كبيرة في مختلف مجالاتها نجد النقد الرياضي الحالي لايزال ينتظر مشرط الجراح لاستئصال كل تعصب مقيت!!، والأمر يحتاج لإعادة النظر في هذا المسار ليتواكب مع النهضة التي تشهدها الرياضة في المملكة، ومحاولة إخفاء الوجوه والأقلام التي لازالت تنثر نزقها في العديد من المنصات، عمومًا الآن نحن في عصر مختلف يتطلب التنظيم لخدمة استضافة البطولة الكروية العالمية.