ساعات قليلة تفصل ما بين أفضلية حارس الهلال المغربي نونو عالمياً وسالم الدوسري على الصعيد الآسيوي، واصل الزعيم صدارته في سباق الكبار وتخطى الحزم في منافسات أغلى الكؤوس، كانت مواجهة الأهلي دورياً قمة في تفاصيلها، سيطر أصحاب الأرض على الشوط الأول وسجلوا هدفين وأضاعوا ضربة جزاء تصدى لها حامي القلعة المتألق ميندي، وفي النصف الثاني عاد الأهلي بوجه مختلف وفرض إيقاعه على أجواء اللعب، وكأن هذا الفريق تبدل في كل شيء، وسجل هدف التقليص عن طريق العبقري «ماكسيمان»، وضغط على المرمى الأزرق بغية إدراك التعادل وفي غمرة المد والجزر، صنع الضيوف العديد من الفرص بواسطة «محرز وماكسيمان وفيجا وكيسيه»، في الوقت الذي ارتكب فيه قلب الدفاع البرازيلي «ليبانيز» خطأً فادحًا بتمرير كرة للحارس المندفع أصلًا لتسلّمها، فسُجِّل هدفٌ ثالث للهلال (هدية)، كان هذ الحدث آخر سيناريو المواجهة اللافتة فنياً، وأسدل الستار على نتيجة المباراة التي حصدها الفرسان الزرق بثلاثة أهداف مقابل هدف، وأجمل ما في المقابلة الجماهير الهلالية التي ملأت الملعب، ولن ننسى عشاق الأهلي الذين ساندوه في أجزاء من المدرجات، الأهم الروعة التي كانت عليها الجنبات، وتمثل صورة إبداعية لا تقل عما يدور داخل المستطيل الأخضر، ولا ريب أنه المنظر الأجمل في هذا الموسم، ويعكس قيمة الفريقين ونجومهما المحلية والأجنبية، نسيت أن أشيد بثنائي الهلال الصربي سافتش ومتروفتش، وتحديداً الأول الذي سجل أسرع هدف هذا الموسم بتمريرة من المتألق كوليبالي، وأكمل البرتغالي نيفيز جمالية المد الأزرق، والأكيد أن تألق الأسماء الأهلاوية التي ذكرتها أعلاه إلى جانب عناصر الهلال أخرجت سيمفونية بديعة استمتع بها الحضور ومن تابع العراك الكروي، وهنا لا بد وأن نشيد بالعمل الجبار الذي يقوم به الرئيس القائد فهد بن نافل وذراعه اليمنى فهد المفرج في صنع منظومة متكاملة يقودها المدرب البرتغالي جيسوس.

وبعيداً عن الهلال، البارحة لم تكن مواجهات النصر والاتفاق والفيحاء والاتحاد والأهلي وأبها والشباب والفتح بأقل جمالية، الجميع قدم عطاء راقيا، اللافت عودة الفيصلي لدائرة الكبار من خلال بوابة كأس المليك وكأنه يرسل إشارة تنبيه لتجديد حضوره في المباراة النهائية، بعد أن كسب كأسا غالية قبل ثلاثة مواسم، وتعد الأثمن في تاريخه، وخسر آخر أغلى ما فقد كروياً، وتبقت محطتان لعنابي سدير لتجديد الحلم.

أعود لركب الكبار، الهلال يتفوق في كل شيء في حين النصر الأكثر غلة في تسجيل الأهداف بعد مرور (11) جولة من الدوري السعودي، واستقبل المرمى الأصفر (14) هدفًا، والسؤال هل النصر يعاني دفاعياً أم في حراسة المرمى، عموماً هناك من يرى أن لديه سوء «التنظيم الدفاعي»، وفي المقابل المباريات التي خاضها يسجل فيها أهدافًا أكثر، وهذا ما منحه فرصة الإمساك بالوصافة.