مواجهة الأهلي والاتحاد الأخيرة التي انتهت لمصلحة قلعة الكؤوس بهدف وحيد كان النزال مختلفاً تماماً عن سابقيه، والتباين يكمن في كون الأهلي حضر للتو من منافسات الدرجة الأولى، وفي المقابل الاتحاد حقق بطولة دوري الكبار إلى جانب السوبر السعودي، تاريخ الأهلي العريض لم يتح للجار بالضغط عليه أو تمرير عبارات الشماتة، ونجح في تحطيم كل التأويلات بحسم المعادلة وأغلق ملفات ستفتح بعد النهاية حيث إنه سيشوبها التهكم من قبل أنصار العميد غير أن محرز ورفقاءه قلبوا التوقعات وكانت ليلة لا تنسى للأهلاويين كتبوا التاريخ من جديد بطريقة الكبار ورقص عشاقه على نغمة الفوز الذي يؤكد أن القلعة لا يمكن أن تتوارى مهما تقادم الزمن وتكالبت الظروف.

أشياء وأشياء لاحت من تاريخ الفريقين ظهر جزء منها واختفى الكثير بعد خسارة الاتحاد، وفي تصوري كان هذا الفوز الأهم في تاريخهما كتبه عمالقة الأهلي بأحرف من ذهب، وأخبرنا بأنه لن يتوارى وسيبقى نداً وبطلاً حتى لو جار الزمن على تاريخه الفريد وتحديداً في عدد بطولات كأس الملك، حقاً هؤلاء هم الكبار ينهضون مهما كان عمق الجراح ولا يمنحون للآخرين فرصة للنيل منهم. وفي خضم جمال الأهلي في جدة لاح فارس الجنوب أبها في الرياض وقلب المعادلة على النصر المدجج بالنجوم العالمية بقذيفة النهاية المميتة التي عادلت الكفة وإذا واصل هذا الفارس ذات الطموح والرغبة سيحتل موقعاً متقدما في سلم الأقوياء، ملعب الجامعة شهد توقف زحف تفوق النصر المتواصل بتوقيع أبها وقطعوا عليه فرصة تسجيل الأرقام القياسية، وفي القمة عاد التعاون من جديد بوجه مختلف وكأنه يذكرنا بذئاب 2019، وبقت الصدارة في حوزة الهلال، ولكن هناك توجسا من عشاقه خشية ألا تتكامل تلك الجمالية في النزلات التي ستجمعه بالتعاون والنصر والأهلي، هذا المثلث الذي سيكشف كل التفاصيل عن هلال خيسوس، والقادم بعد أيام الفيفا قد يوضح معالم لم تتضح عنها في المقابلات الماضية، اللافت بعد اختيار العناصر التي ستمثل المنتخب ظهرت نغمة تخمة اللاعبين المختارين من الهلال ولم يضع من يطرح مثل هذه العبارات أن زعيم آسيا لا يلعب في صفوفه إلا نجم متميز، بدليل أن جميع عناصره المحلية دولية والأجنبية هي الأخرى تحتل المواقع الأساسية في خارطة منتخبات بلادها.