من الفوائد الأساسية لدراسات الأثر التشريعي أنها توفر للمشرع معلومات قيمة لاتخاذ قرارات تستند إلى الأدلة. من خلال إجراء تحليل شامل للتأثيرات المحتملة للتشريعات المقترحة، حيث يمكن للمشرع فهم أفضل للسلبيات والإيجابيات المرتبطة بخيارات السياسة المختلفة. وهذا يمكّن المشرع من اتخاذ خيارات أكثر استنارة بحيث توازن بين احتياجات مختلف أصحاب المصلحة وتعظيم الرفاهية المجتمعية الشاملة.
من إيجابيات دراسات الأثر التشريعي، تسهم بتحسين جودة التشريعات من خلال ضمان أنها جيدة التصميم وفعالة ومتناسبة مع أهدافها المقصودة. ومن خلال التحليل الدقيق، يمكن للمشرع تحديد العيوب المحتملة أو النتائج غير المقصودة، واتخاذ الإجراءات التصحيحية قبل التنفيذ. يساعد هذا النهج الاستباقي التشريعي في منع الأعباء غير الضرورية على أصحاب المصلحة كافة، المتأثرين بالتشريعات الجديدة، ويقلل من تكاليف الامتثال والالتزام، ويعزز الفعالية التنظيمية.
كذلك تعزز دراسات الأثر التشريعي من الشفافية والمساءلة من خلال جعل عملية التقييم مفتوحة للتدقيق العام، حيث يمكن للمشرع إثبات أن قراراتهم تستند إلى التحليل الموضوعي. وهذا يعزز الثقة بين أصحاب المصلحة ويسمح بالمشاركة الهادفة في العملية التشريعية، ونرى ذلك من خلال منصة استطلاع للمركز الوطني للتنافسية بحيث تكون العملية التشريعية عملية مجتمعية يسهم فيها كافة الأطراف.
من الفوائد أيضا تحليل التكلفة والفوائد التي غالبًا ما تتضمن تقييمات الأثر التشريعي إجراء تحليلات التكلفة والفوائد لتقييم الآثار الاقتصادية للتشريعات المقترحة، حيث تساعد هذه التقييمات المشرع على تحديد التكاليف والفوائد المرتبطة بالتشريعات الجديدة، حيث يساعد هذا التحليل المشرع على تحديد أكثر الأساليب فعالية من حيث التكلفة لتحقيق أهدافهم وتجنب التشريعات التي قد يكون لها تكاليف غير متناسبة مقارنة بفوائدها.
ومن الفوائد أيضا تقييم المخاطر وإدارتها تمكن تقييمات الأثر المشرع من تقييم وإدارة المخاطر المحتملة المرتبطة بالتشريعات المقترحة وذلك من خلال تحديد وتقييم المخاطر المحتملة، حيث يمكن للجهات الحكومية تطوير إستراتيجيات مناسبة لتخفيف المخاطر أو مناقشة بدائل مختلفة، حيث تساعد إدارة المخاطر الاستباقية هذه على منع العواقب غير المقصودة، مثل إعاقة روح الابتكار، أو خلق تشوهات اقتصادية في السوق، أو فرض أعباء لا داعي لها على صناعات أو مجموعات معينة.
إن دراسات الأثر التشريعي مهمة للغاية وخصوصا في بيئة تشريعية متغيرة أصبحت تأخذ أكثر باعتبارات كثيرة وعوامل متعددة، ومنها التزامات المملكة على الصعيد الدولي. ويبقى أن يتم تطوير منهجية دراسات الأثر التشريعي لتلائم بيئتنا القانونية المتفردة.