لطالما كان العالم العربي يعاني من ويلات الحروب وتنازع المصالح السياسية والمشاريع الإقليمية، ناهيك عن الهدر الاقتصادي والفساد الذي ضيع خيرات البلاد العربية، ودفع بعدد من شعوبها للبحث شرقًا وغربًا عن الكرامة والحرية مهاجرين أو لاجئين.

بقراءة هذا الواقع يمكننا فهم الواقع الذي جعل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قائدًا استثنائيًا ملهمًا لا لشعبه ومواطنيه فقط، بل لكل الشباب العربي الذي أصبح يتطلع اليوم للقيادة السعودية، باعتبارها الحلم الذي يتحقق في بناء أوطان قوية مستقرة.

نحتفي اليوم بالذكرى السادسة لبيعة ولي العهد، الذي جاء وفي جعبته مشاريع إصلاحية حقيقية عمل عليها بثقة وإخلاص حتى أحدثت تغييرات على الأرض لم يكن يتوقعها أحد، ولا يذكر اليوم اسم الأمير محمد حتى على مستوى العالم إلا مقترنًا بالرؤية السعودية 2030 كعنوان عريض للخطة الإستراتيجية الأهم في تاريخ البلاد، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتطوير الاقتصاد السعودي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.


والحقيقة أن انطلاق الرؤية لم يكن ممكنًا دون سلسلة من الإجراءات التي انعكس تنفيذها في وقت مبكر على نجاح كثير من الخطط والمشاريع، وكان من أهم هذه الإجراءات حملة مكافحة الفساد، والتحركات الاجتماعية التي سعى من خلالها الأمير محمد بن سلمان إلى تحرير المجتمع السعودي، وتمكين المرأة السعودية وتسريع الإصلاحات القانونية الشاملة.

كما امتدت التغييرات إلى العلاقات الخارجية للمملكة لتكون وسيلة لتحسين موارد الدول المجاورة وظهر ذلك في ربط الدعم الاقتصادي بالإصلاحات الداخلية حرصًا على تهيئة المنطقة للانفتاح الاقتصادي الذي يعود على شعوبها بالخير والتنمية.

أثبت الأمير محمد في كل سياساته وإنجازاته أنه لن يكون اسمًا عابرًا في التاريخ، بل شخصية عالمية مؤثرة ذات فكر عصري مختلف وتوجهات إنسانية جادة.