تتوالى الخطوات المتسارعة الحكيمة نحو المزيد من التقدم والتنمية بثبات. إذ أتت الموافقة الكريمة على مذكرة تفاهم بين الهيئة السعودية للفضاء ووكالة الفضاء الإيطالية للتعاون في مجال الأنشطة الفضائية للأغراض السلمية. وإنشاء مجلس باسم المجلس الأعلى للفضاء برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتعديل اسم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لتكون هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية. ولقد أتى توجيه مجلس الوزراء السعودي الموقر الكريم بالرفع بمشروع تنظيم تحويل الهيئة السعودية للفضاء إلى وكالة الفضاء السعودية وبتوجهات رئيسية أولوية في الابتكار والصناعة وتنمية القدرات.

ويأتي ذلك لدعم الأبحاث والتطوير والمبتكرين وتوجيه الجهود في صناعة الفرص لمواجهات التحديات وتطوير سوق الفضاء وتسريع وتيرة النمو وبناء الجيل القادم من أبناء وبنات الوطن في مجالات الفضاء المستقبلية. والجدير بالذكر أن قطاع الفضاء سوف يعزز ويساهم وبشكل رئيسي في ازدهار المملكة العربية السعودية وممكنًا للأجيال للريادة العالمية ولما فيه خير للإنسان. إن قيادة قطاع الفضاء لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية من خلال تطوير القطاع وتنظيمه وتوفير الممكنات لتحقيق إنجازات رائدة ضمن ما سوف تسعى وكالة الفضاء السعودية لتحقيقه وبناء رأس المال البشري الوطني ليكون رافدًا أساسيًا لصناعة الفضاء وتعزيز الميزة التنافسية العالمية للمملكة. إذ تعد تنمية رأس المال البشري الوطني أحد أهم الممكنات لقطاع الفضاء بالمملكة. وكانت الهيئة السعودية للفضاء تصنع المبادرات الريادية النوعية والتي تلخصت في أكثر من خمسة عشر مبادرة وطنية وبرنامجًا للابتعاث في علوم الفضاء. وكانت المبادرات تهدف إلى إلهام الفئات الشابة في جميع أنحاء العالم لمواجهة التحديات القائمة على تقنيات الفضاء وتعزيز استخدام تقنيات الفضاء والبيانات المكتسبة من الفضاء للمساهمة في تحسين جميع مجالات حياتنا اليومية، وحماية كوكب الأرض. بل وبرنامج صيفي تدريبي يهدف إلى تنمية المعرفة والمهارات للطلاب والطالبات في مرحلة البكالوريوس في مجال علوم وهندسة الفضاء ونظرة مفصلة على أساسيات تصميم وهندسة مركبات الإطلاق والمتطلبات والقدرات اللازمة لها. كذلك تقديم الإطار الشامل لتطوير المهمات الفضائية البشرية ابتداءً من تخطيط ووضع أهداف المهمة البشرية وتحديد عناصر عمليات المهمات الفضائية مما يمكن المتدرب من تصميم مهمة فضائية متكاملة.

وتستمر مقدمة برامج ومبادرات نوعية في تنمية المعرفة والمهارات للطلاب والطالبات في مرحلة البكالوريوس في مجال علوم وهندسة الفضاء في برامج صيفية ومعسكر صيفي يهدف إلى زيادة المعرفة والشغف لدى الطلاب والطالبات بعلوم وتقنيات الفضاء، وتحفيزهم على التخصص في مجالات الفضاء. والتدريب على مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بإدارة الأعمال والتقنية والمشاريع.

لقد رفعت الهيئة السعودية للفضاء مستوى التوعية والتعليم والدراية العملية المتخصصة في مجال الفضاء من خلال تقديم دورات افتراضية في إدارة المشاريع التطبيقية لنظم الفضاء، لتعريف طلاب المدارس الثانوية بعلوم وتقنيات الفضاء، عن طريق ربط المقررات الدراسية لمادتي الرياضيات والفيزياء في المرحلة الثانوية بعلوم وتقنيات الفضاء. إذ كان من الملاحظ أن متوسط الإنفاق الحكومي على برامج الفضاء في العام 2018 حوالى (3.3) مليارات دولار، بينما بلغ المتوسط (0.75) مليار دولار، وكان إجمالي الإنفاق الحكومي على قطاع الفضاء في أكبر خمس اقتصادات في الفضاء يُشكل ما يقارب (87%) من إجمالي الإنفاق الحكومي في دول مجموعة العشرين، في حين يُشكل إجمالي الإنفاق الحكومي (13%) في دول العشرين الأخرى. وبلغت إيرادات القطاع الخاص 254 مليار دولار تتركز في ستة أنشطة حسب التوزيع التالي: (36%) خدمات وتطبيقات الاتصال عبر الأقمار الصناعية، (23%) شرائح وأجهزة استقبال للملاحة عبر الأقمار الصناعية، (23%) معدات وأجهزة أرضية، (9%) تصنيع الأقمار الصناعية، (5%) تطبيقات الفضاء والاستشعار عن بعد، و (4%) خدمات إطلاق المركبات والرحلات الفضائية البشرية. وتدرك المملكة العربية السعودية التباين الكبير في حجم اقتصاد الفضاء بين دول مجموعة العشرين، والتي تعد ضمن قادته، كما أثبتت أهميتها في اجتماع رؤساء وكالات الفضاء بمجموعة العشرين مؤخرا. وتستقطب الوكالة الخريجين المتميزين في المجالات المتعلقة بمهامها، وذوي الخبرة من حملة (الثانوية، الدبلوم، البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه).

فكم نحن فخورون بإنشاء وكالة الفضاء السعودية والتي تزيد من حجم المملكة العربية السعودية على كوكب الأرض اليوم وغدا بعون الله وتوفيقه في الفضاء كله.