أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن 730 طفلا على الأقل لقوا حتفهم في مراكز التغذية في أنحاء الصومال بعد معاناتهم من الجوع في بلد يضربه الجفاف وتعيث فيه جماعة الشباب الإرهابية قتلا وحرقا. وكانت اليونيسف حذرت منتصف الأسبوع الفائت من أن أجزاء من الصومال ستتعرض للمجاعة في الأشهر المقبلة. ويضطر كثير من الصوماليين إلى السير بأطفالهم مسافات طويلة حاملين صغارهم على أكتافهم هربا من الجفاف وعنف حركة الشباب المتشددة، وخلال هذه الرحلات لفظ كثير من الأطفال أنفاسهم الأخيرة.

وأعاد الإعلان الحديث عن الجوع والجياع في العالم، الذين وصلوا إلى أكثر من 828 شخصا في العالم حتى نهاية العام الماضي بحسب الأمم المتحدة.

تشهد منطقة القرن الأفريقي للعام الخامس على التوالي غيابا للأمطار، ما يذكر بالمجاعة التي تعرضت لها الصومال عام 2011، وتسببت في مقتل أكثر من 250 ألف مليون شخص، معظمهم من الأطفال.

ولقي 730 طفلا حتفهم في مراكز التغذية في أنحاء البلاد بين يناير ويوليو الماضيين، لكن تقديرات تشيرا إلى أن الأرقام قد تكون أكبر لأن كثيرا من الوفيات لا يتم الإبلاغ عنها.

ومراكز التغذية مخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد وغيره من المضاعفات مثل الحصبة أو الكوليرا أو الملاريا.

بلا أمطار لا تقتصر مأساة الصوماليين على الجفاف الحاد الذي تشهده بلادهم منذ 5 سنوات، بل تتشعب لتشمل كذلك الإرهاب، حيث أحرقت حركة الشباب 5 بلدات بالكامل وأضرموا النيران حتى بالآبار حتى تحولت إلى رماد وذلك خلال الأيام القليلة الماضية، وفي وقت كان السكان فيه يعانون الصعاب بسبب الجفاف الذي أدى لنفوق نصف ماشيتهم، نهبت حركة الشباب ما تبقى منها، ولم تبقِ أمامهم سوى الرحيل، حيث هربت نحو 1000 أسرة، لكل منها 7 أطفال على الأقل من القرى المحروقة سيرا على الأقدام في رحلة في المجهول.

وحركة الشباب، جماعة متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، تهاجم أهدافا عسكرية ومدنية منذ أكثر من 10 سنوات.

جفاف وإرهاب

الجوع إن لم يقتل، فإنه يخلف كثيرا من الأمراض، حيث تتفشى تلك الأمراض بين أطفال الصومال، وقد تم الإبلاغ عن نحو 13 ألف حالة محتملة للإصابة بالحصبة في الأشهر القليلة الماضية، وكان 78 % منها لأطفال دون الخامسة. وأدى الفقر الشديد إلى عجز الأسر حتى عن دفن موتاها بشكل لائق لعدم قدرتها على تحمل كلفة دفهنم.

أمراض

مع إطلاق الأمم المتحدة نداء لجمع المساعدات، زاد التمويل الدولي للصومال في الأسابيع الأخيرة، وقدمت تلك الدول نحو 67% من نداء للأمم المتحدة لجمع مساعدات حجمها 1.46 مليار دولار، لكن تلك المساعدات تأخرت أولا، وهناك تحذيرات من أنها لن تكفي، وأنه إذا استمر الوضع على حاله فإن وفيات الأطفال ستصل إلى نطاق لا يمكن تصوره.

استجابة متأخرة

بين تقرير صدر في العالم الحالي عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم انتكاسة جهود العالم للقضاء على الجوع وسوء التغذية، حيث أشار إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم ارتفع إلى نحو 828 مليون شخص عام 2021، أي بزيادة قدرها 46 مليون شخص منذ عام 2020 وبنحو 150 مليون شخص مقارنه بعام 2019.

وعانى حوالي 2.3 مليار شخص في العالم (29.3%) من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في 2021، أي 350 مليون شخص إضافي مقارنة بـ2019، وعانى حوالي 924 مليون شخص (11.7 % من سكان العالم) من انعدام الأمن الغذائي الشديد، ما يمثل زيادة قدرها 207 ملايين شخص في غضون سنتين.

عجز نصف العالم

عجز حوالي 3.1 مليارات شخص (أقل بقليل من نصف سكان العالم) عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي في عام 2020، أي بزيادة قدرها 112 مليون شخص مقارنة بعام 2019.

وعانى نحو 45 مليون طفل دون الخامسة من العمر من الهزال، وهو أحد أشكال سوء التغذية الأكثر فتكا، الذي يزيد خطر وفاة الأطفال بما يصل إلى 12 ضعفًا.

كما عانى 149 مليون طفل دون الخامسة من العمر من توقف النمو والتطور بسبب النقص المزمن للمغذيات الأساسية في أنماطهم الغذائية.

828 مليون جائع في العالم عام 2021

150 مليون انضموا للجياع منذ 2019.

2.3 مليار شخص في العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد

924 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد

45 مليون طفل دون الخامسة يعانون من الهزال

149 مليون طفل دون الخامسة يعانون توقف النمو