رعاية الموهبة وتقديمها للمحافل الدولية لم تنشأ صدفة وبدون مقدمات، فهناك بداية ومشوار طويل مليء بالعقبات والتحديات، سنوات طويلة من البحث عن الموهبة واكتشافها ورعايتها وصقل موهبتها، وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي لها، كانت البداية مع عملية الاكتشاف، فالموهبة كالكنز المدفون، يحتاج من يكتشفه ويظهره من الظلمة ويقدمه لعالم النور، أو أن هذه الثروة ستتحول إلى ثروة مهدرة، وهذا ما وضعته حكومتنا الرشيدة نصب عينيها وجعلته هدفا لرؤيتها الطموح.
ما لا يعرفه الناس، أن هناك جهات حكومية هدفها الرئيس، اكتشاف الموهبة، وهناك تنسيق كبير بين المدارس في مختلف المناطق والأحياء، ومنسقون ينتشرون في زيارات مكثفة للمدارس للبحث عن المبدعين والموهوبين كخطوة أولية، ثم تأتي مرحلة الرعاية كخطوة ثانية، ورعاية الموهبة ليست بالعملية البسيطة والهينة، فهناك تنسيق بين الجهات الراعية للموهوبين وبين المدارس المميزة المختصة في رعاية المبدعين، وهناك برنامج يمتد لسنوات، يُعنى برعاية الموهبة وتقديم أفضل المناهج التعليمية لها.
هؤلاء المبدعون الذين شاهدناهم في المحافل الدولية، لم تكن ثمرة إبداعهم نتيجة مجهودات فردية أو صدفة خالصة، بل نتيجة عمل طويل ومنظم، وعين ساهرة تتابع خطواتهم أولا بأول، حتى مرحلة الوصول والتتويج، ومجهودات الأهالي وأولياء الأمور لم تكن كافية أو وحيدة، فهناك مجهودات حكومية وعمل مؤسسات، لها نصيب كبير في عملية صناعة المبدع وتقديمه للمسرح، كي يراه الناس وتعرفه الملايين.
لا نبخس مجهودات الأهالي وأولياء الأمور، فهم الرعاة الأوائل وهم من غرس البذور الأولى، ولكن كما ذكرنا آنفا، مجهوداتهم لم تكن كافية دون رعاية حكومية، ودون عمل تنظيمي ومؤسساتي أكبر وأكثر شمولية، من مجهودات الأهالي محدودة النطاق، فمجهود الأسرة ومجهود المؤسسة الحكومية بينهما علاقة تكاملية، للوصول للأهداف المنشودة والرؤى الوطنية.
من لا يشكر الناس لا يشكر الله، قدمت حكومتنا الرشيدة كل التسهيلات لأهالي الطلبة المتميزين، حتى حققوا الطموحات والآمال وفق رؤية وطنية طموح، لم تدخر الجهد والمال في سبيل رعاية الموهبة والإبداع، فما نراه اليوم ونقطف ثماره كان نتيجة سنوات طويلة من العمل وتكريس الجهود.