المثقفون قبائل شتى، وأناس يجمعهم مسمى مثقف، لكن الحقيقة المرة أنهم لا يتشابهون ولا يجمعهم سوى هذه الصفة كعنوان، هناك من يحمل صفة «مثقف» ليصل إلى منصب ثم تصبح الثقافة ذاكرة شبه منسية، وهناك من يعرف الثقافة من باب أكل عيش ليس إلا، وهناك من يعرف الثقافة ملاحقاً الأضواء، بل مستجدياً اللقاءات بكافة أنواعها وصورها بل هناك من يكتب نصاً رديئاً في مختلف المجالات. وتنمو لديه الشعور بأنه لا قبله ولا بعده.

فجأة ومن دون ذكر أي سبب أو مبرر لا يرد على الاتصالات وتشعر بالخوف حياله من مرض أو حاجة ولكن لا حياة لمن تنادي وتطرح أسئلة الشك من قبلك:

ما الذي حدث؟ لكنك تصدم بصمت مذهل!!


كيف لمن جمعهم الإبداع وحرقتهم تجربة الكتابة ومعاناتها أن يصبحوا مزدوجي الشخصية، بالنسبة لي هذا أمر لا يحتمل ولا يبرر باعتبار الإبداع درجة عالية تعمل على التهذيب والخلق والإضافة. قد تمر بلحظة مجنونة لكن ليس مع الآخرين بل في النص الذي تسعى لخلقه وتكوينه، وليس في العلاقات بين الأصدقاء وبلا مبرر مقنع؟

في السابق حدثت معارك ثقافية في مصر وفي المملكة بين عدة أدباء ولكنها أفرزت الإضافة للمشهد الثقافي وظلت العلاقات الإنسانية هي النبراس والإضافة.

هناك في الأطراف يكتبون يبدعون وفي لحظة ما قد ينكرون ما أقدموا عليه أو حرقه، لكن المدن الكبيرة تحول الفنان إلى تاجر والناقد إلى بائع لسلعة لا يملكها.

آه كم شوهتنا المدن!!