هذه القصة هي ضمن مجموعة من التجارب شارك بها 82 موظفا من دول عربية وأطلقوا تلك التجربة في كتاب سموه «نوادر إدارية».
والكتاب حرره ونشره الدكتور راسل قاسم، واحتل قائمة الكتب الأكثر [U1] قراءة، وربما هذا يفسر اهتمام الناس في المنطقة العربية بالمقالات التي تتحدث عن المديرين غير الأكفاء. ولا خلاف أن المدير الذي يفتقر إلى الإمكانات التقنية والإدارية سيؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وقتل الحماس وهجرة الموظفين.
وفي المقابل فإن كتاب الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، «حياة في الإدارة»، كان على النقيض في مجمله فهو يتحدث عن كراهية الموظف غير الكفؤ للمدير الناجح والصارم.
وكتاب حياة في الإدارة يركز على أن أي نجاح لا يتحقق إلا من خلال فشل الآخرين، هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر.
ومن الدروس المستفادة في كتاب القصيبي أن ضبط الدوام ليس مشكلة، وأن اتخاذ القرار يجب أن يكون بعد اكتمال المعلومة، وأن التعامل مع الموقف هو حسب الصلاحيات المخولة، وكذلك الحرص على تسجيل كل الأعمال، وأن فتح المجال للآخرين سوف يجعل المدير يذهل من إنجازاتهم، وألا يخضع المدير للابتزاز وألا تظل الإنجازات طي الكتمان.
ولعلنا نختم المقال بقصة من كتاب حياة في الإدارة بين عملاقين من عمالقة الإدارة في المملكة. فقد اختير الدكتور القصيبي ليكون مستشارا قانونيا للجنة السلام باليمن، وبعد تشكيل اللجنة ذهب الدكتور القصيبي إلى الدكتور عبدالعزيز الخويطر- رحمه الله- ليخبره باعتذاره عن السفر، فرد عليه الدكتور الخويطر بأن القرار صدر بسفر اللجنة، ولا مجال للاعتذار، ولكن يمكنك أن تدخل المستشفى!! فرد عليه القصيبي، وماذا أفعل بالمستشفى فرد عليه تستأصل الزائدة الدودية، فأجابه القصيبي، وماذا أفعل بعد استئصال الزائدة الدودية فرد عليه وهو يبتسم، تبدأ مهمتك باليمن وأنت في صحة جيدة.
ولعل الدرس المستفاد من هذه القصة، وهو أنه لا ينبغي للرئيس الإداري مهما كان نفوذه أن يختلق أعذارا لا توجد وألا يحرص على مزايا لا تنفع.