في المدن الكبرى وخصوصاً في الرياض، نعاني بشكل متكرر من ازدحام مروري شديد بسبب الحوادث البسيطة التي كان من الممكن معالجتها بسرعة لو تمتع أطرافها بالوعي اللازم. في كثير من الحالات يقف أطراف الحادث وسط الطريق منتظرين مندوب شركة «نجم» لتوثيق الحادث مما يفاقم الأزمة ويعطل حركة المرور، خصوصاً على الطرق الدائرية والرئيسية ذات الكثافة المرورية العالية. في المقابل هناك تجارب دولية ناجحة في التعامل مع هذه المشكلات، ففي الإمارات العربية المتحدة مثلا تم تطوير تطبيقات ذكية تسمح للسائقين بالإبلاغ عن الحوادث البسيطة وتحميل الصور مباشرة دون الحاجة للانتظار في موقع الحادث، وهو يشابه ما لدى تطبيق شركة «نجم» إلا أن الناس لا يستخدمونه. ويتم في الإمارات تغريم من لا يقومون بإزالة مركباتهم من الطريق. في أوروبا تستخدم استمارات مخصصة تملأ في مكان الحادث وترسل إلكترونيا لشركات التأمين، مع إلزام السائقين بإخلاء الطريق فورا. أما في اليابان وكوريا الجنوبية، فتعتبر الكاميرات المثبتة داخل السيارات جزءا أساسيا من الحل حيث يتم تسجيل الحوادث بشكل دقيق يمكن الاعتماد عليه قانونيا. في المملكة يمكن تحسين إدارة الحوادث البسيطة عبر فرض غرامات صارمة على من يعطلون الطريق وعدم إزالة مركباتهم، وإلزامهم باستخدام تطبيق شركة نجم الإلكتروني، مع تكثيف الحملات التوعوية حول أهمية استخدام كاميرات السيارات وتجنب الوقوف وسط الطريق. كما يمكن تخصيص مناطق جانبية آمنة أكثر على الطرق السريعة والرئيسية لنقل المركبات المتضررة، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحركة المرورية.
الحلول موجودة لكن تطبيقها يتطلب تعاوناً بين المجتمع والجهات المسؤولة لضمان سلامة الجميع وانسيابية الحركة المرورية.