سؤالي إلى وزير التعليم ورئيس هيئة تقويم التعليم: أستأذنكم بهذا السؤال بعيدا عن كورونا: ما الفائدة من الاختبار التحصيلي؟ وحتى اختبار القدرات؟ ولماذا يتم إسقاطه على نتائج الطلاب كنسبة موزونة مع معدل الثانوية العامة وبالتالي القبول في الجامعات؟ هل هذه الآلية تحقق هدف الاستثمار في رأس المال البشري السعودي؟
وسؤالي هنا: من قال بأن الجامعات العالمية لديها اختبارات مشابهة ومصيرية تحدد مستقبل الطالب؟ تعالوا معي للجامعات الأمريكية والحائزة مراكز متقدمة في التصنيف الجامعي على مستوى العالم، هل لديها اختبار قدرات وتحصيلي؟ طلابنا المبتعثون في مرحلة البكالوريوس هل يطلب منهم هناك نتائج القدرات والتحصيلي؟ هل يتم اختبارهم هناك باختبارات مشابهة؟ الجواب: لا، هناك اختبار يسمى SAT لخريجي الثانوية والقليل من الجامعات عندهم تعتمد هذا النوع من الاختبارات لا تتعدى 1 % من مجموع الجامعات الأمريكية، ولا يعدّ اختبارا مصيريا يحدد مستقبل الطالب والطالبة، وكذلك اختبارات خاصة لدرجة الماجستير والدكتوراه باسم (GRE وGMAT).
وهناك كثير من الأمثلة، طالب أعرفه جيدا تخرج من الثانوية العامة في المملكة بتقدير جيد جدا، ذهب وأكمل دراسته الجامعية في أمريكا وكانت رغبته في تخصص الطيران، وبالفعل أنهى الجامعة والماجستير وأصبح كابتن طيار، هناك لا يقف أحد أمام رغبتك، لأن اختيار التخصص حق من حقوقك، بشرط ألا ينقص معدلك الجامعي عن الحد الأدنى. تخيلوا معي هذا الشاب لو بقي عندنا ستقابله كمية من العقبات من قبيل، كم معدله؟ وكم نسبته الموزونة في اختبار القدرات والتحصيلي؟ خذوا مثالا آخر لطالب تخرج من الكلية التقنية في المملكة ذهب لأمريكا وأكمل دراسته الجامعية في علوم الحاسب، وحاز درجة الماجستير في البرمجة وأصبح الآن أستاذا جامعيا. ماذا كنا نتوقع لمستقبل هذا الطالب هل سنسأله عن اختبار القدرات أو التحصيلي؟ أو عن شهادة الكلية التقنية التي لا يمكنه أن ينزاح عنها إلا بدراسة تقنية ضمن مسار محدد؟ هذا الطالب لا يحق له أن يأخذ درجة البكالوريوس من أي جامعة أو في أي تخصص جديد! علينا أن نتأكد أولا ما نوع الشهادة الثانوية التي حصل عليها هل هي علمي أو أدبي أو ثانوية صناعية؟ ثم نتأكد من اجتيازه اختبارات القياس، بل أكثر من ذلك في أمريكا حتى لو لم يكن لديه شهادة الثانوية وعمره فوق 21 سنة يحق له أن يختار أي تخصص يريده في الجامعة، دون اختبارات قدرات أو تحصيلي، فقط يتم اختباره تحديد مستوى ويعطى مواد معينة ويتم تأهيله، ولا ننسى أن أي طالب أمريكي يريد الانضمام للجامعة وعمره فوق 60 سنة يذهب لأي تخصص دون شروط ولا اختبارات قدرات ولا تحصيلي.
أخيرا أقول: ما زلنا نكرر الأخطاء ذاتها، فبعد 60 عاما من إصرارنا على الاختبارات المركزية في الثانوية العامة، أثبتت أخيرا عدم جدواها وتم إلغاؤها، اليوم جاء الإصلاح بعقد أخرى مشابهة لما قبلها، وهي اختبار القدرات والتحصيلي؟ السؤال هل سنستمر 60 عاما أخرى؟ أترك الإجابة للمسؤول!