حتى لا تذهب الجهود سدى، ولمحاولة التميز عن الأعمال المنافسة، تخرج بعض الأعمال الدرامية الرمضانية عن النص، وتتجاوز حدود اللباقة والأدب، وتخدش فضيلة الشهر، وتتمرد على العادات، وتنتهك التقاليد، وتضرب الأعراف، وتهدد المبادئ، وتخالف القيم، وتخرق الثوابت!
(2)
في أسلوب هزيل بحثا عن «التفوق» في السباق الرمضاني المحموم، باستخدام «الإغراء» و«الإغواء» و«الألفاظ البذيئة»، و«الانتحار»، والمنعطفات غير الموضوعية، في «ميكيافيلية» بغيضة، علما بأنه يمكن للعمل الدرامي التفوق بالسبل الموضوعية، والحبكة الذكية، في أطر الاعتدال، واحترام المشاهد، وقدسية الشهر الفضيل.
(3)
المؤلف، والمخرج، هما ركنا العمل الدرامي، وهما من يتحمل مسؤولية العمل الدرامي «السام»، وخروجهما عن النص لا يعدو كونه، ضعفا، وفشلا، وإثارة جدل فارغة، وعملية تسويق مخجلة!
(4)
الأعمال السامة نوعان: الأول: عمل يقدّم مادة خطيرة على المجتمع، الثاني: يقدّم التفاهة، لا توجد مادة!، حوار تافه لا معنى له، ولا مغزى، ولا قيمة، ولا هدف.
(5)
المشاهِد يجب أن يسجل موقفا، فأرباب العمل الدرامي يدّعون - زورا وبهتانا - أن ما يقدمونه من «إسفاف» هي رغبة «الشارع»، لذا فالنقد الموضوعي لهذه الأعمال، وتبيان الحقيقة، وتعرية الخلل، واجب ومسؤولية المشاهد الواعي.
(6)
المشاهِد - اليوم - أكثر وعيا، ويدرك الأهداف المشبوهة، ويعرف مكامن الخلل، ويتميز بالحس التربوي، وقادر على إجبار «الأعمال الدرامية» بالنقد الموضوعي على العودة للمسار الطبيعي الذي يخدم المجتمع بالتوعية والتنوير والتثقيف.
(7)
الحلقات الأولى من الأعمال الرمضانية هذا الموسم، من وجهة نظري باستثناء «معاوية»، دون المستوى من جهة، وخطيرة على المبادئ والقيم والثوابت وتقاليد المجتمع وأعرافه من جهة أخرى، وسنرى «العجائب» في بقية الحلقات، فلينهض «المشاهِد» بمسؤولياته.