إلى هذه المرحلة من مراحل الظنون ودرجات الشكوك بلغ ببعض الناس المغالاة في التفكير والتوسع في التوجس، وترك العنان للتخيلات والتهيؤات الناشئة على خلفية جائحة فيروس كورونا حتى تسيح بهم في عالم الخيالات.
نعم إلى هذا الحد من حدود الإحباط والاكتئاب والتوتر الفكري، أدت تبعات الأزمة بالناس، لكن السؤال الذي يتوسل كثيرا من الإجابات هل بالفعل فيروس كورونا هو أداة من أدوات الحروب وبنكهة فيروسية؟ يمكن القول إنه ومع توسع رقعة انتشار الفيروس وتضاعف أعداد حالات الإصابات وأعداد الوفيات تضاعفت هذه التكهنات التي قد تلقى آذانا صاغية، لا سيما أنها ستستمر في التوسع ولن تتوقف رقعتها ولن تهدأ أبدا ما دام الحال لا يزال على ما هو عليه، فالاضطراب النفسي هو أحد الأسباب التي أدت إلى هذا التوسع في التوقعات والتكهنات بمساحة مفرطة وغير محكومة بضوابط، ثم وإن سلمنا بصحة هذه التوقعات بشكلها المبالغ فيه، فمن هما قطبا الصراع في هذه الحرب، ومن هم حلفاء كل قطب.
أطرح هذا السؤال ليس بهدف معرفة الإجابة، فأنا لا أنتظر الرد لمعرفتي به، بل أطرحه محاولة مني فهم كيف يفكر هؤلاء، واجتهادا للتقرب إلى درجة الشعور لحالة هذا التوجس.
من جانب آخر، وبعد أن قامت معظم الحكومات العالمية والعربية بتخفيف قيود إجراءات الحظر الصحي، وسارعت برفع حالة الحجر عن المجتمعات، هل آن الأوان لهذه المجتمعات أن تسعى جاهدة إلى نبذ كل المظاهر الاجتماعية السابقة بكل صورها المتعارف عليها، والرضوخ للأمر الواقع في التعايش مع هذا الفيروس إلى أجل غير مسمى، وهو مرهون بالدرجة الأولى بوعي الأفراد فيها، رغم أن التجارب الأخيرة أثبتت خلاف ما كان متوقعا. إلى أن نقترب ساعة نهاية هذا الفيروس، تظل الأوامر الإجبارية بالبقاء في المنازل هي أفضل وسيلة، وهي بالفعل الوسيلة التي أدت إلى الحد من انتشار العدوى بشكل كبير، إن الآراء المتداولة لخبراء مجال علم الفيروسات الذين تفاوتت آراؤهم وتوقعاتهم في المدة الزمنية المتوقع فيها انتهاء هذا الوباء من 18 شهرا إلى سنتين، وأكثر المتفائلين منهم يوعز بقاء الوباء إلى فترة زمنية تراوحت من سنة ميلادية إلى السنة وبضعة أشهر، هذا إن لم يتمكن العلماء والأطباء المختصون من إيجاد عقار ودواء لهذا الفيروس عاجلا.