هناء العلوني

عندما تتخطى مرحلة الموظف المنفذ، فقط لأنك مبتدئ ولا تحمل الخبرة الكافية، لمرحلة موظف يجيد التخطيط ووضع الإستراتيجيات، هنا يجب عليك أن تتخطى مرحلة تعبئة الملفات بكلام لا يمكن تنفيذه، بوضع إستراتيجيات بعضها قد يكون منسوخا من جهات أخرى، فحتى لو كانت الجهات تتشابه في مجال الأعمال عليك ابتكار طريق خاص بك.

لن أجزم، ولكن هناك الكثير ممن سمعوا بمصطلح «الإستراتيجية» وكانت مرجعيتهم إستراتيجيات أخرى، ولكن لا يوجد وعي وإدراك كيف يصنع إستراتيجية لجهة عمله، فلو استوعب البعض أن الإستراتيجية تكمن في وضع هدف أو مجموعة أهداف تبنى من خلالها الخطط للوصول لأهدافك الرئيسية، ويمكن تلخيصها في وضع هدف، والهدف لا بد أن يكون واقعيا، لا هدفًا من وحي الخيال غير المحقق، فبالتأكيد هناك أحلام محققة في زمن رؤية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعدها يحلل الوضع الحالي، ثم توضع الخطط والطرق لتحقيق الهدف، لذا يأتي بعد وضع الهدف الخطة التنفيذية على أن تراجع الخطط كل فترة وتتطور وفق الإستراتيجية.

لسنا في دورة كيف تبني خططك الإستراتيجية، بل خلاصة ما كتبت - ومن واقع تجربة - أجد أن هناك الكثير ممن يجيدون ملء الملفات وطرحها بشكل فاتن وأخاذ، ولكن التنفيذ صفر مع مرتبة الشرف الأولى.

الإستراتيجية وضعت لكي تساعد في اتخاذ القرارات وتحقيق الأهداف بكفاءة وفعالية.

في عالم الأعمال والقيادة، يُعتبر التخطيط الإستراتيجي أحد الأسس التي تُبنى عليها الشركات والمشروعات الناجحة. لكن الفجوة بين وضع الإستراتيجية وتنفيذها يمكن أن يكون السبب الرئيس وراء فشل الكثير من المؤسسات. بغض النظر عن مدى قوة الإستراتيجية ومدى وضوحها، فإن الفرق بين كتابة الإستراتيجية وتنفيذها هو ما يصنع الفارق بين النجاح والفشل.

يجب أن تخدم العناصر المختارة في تحقيق الأهداف، كما يجب أن تطابق المهارات المتوفرة ما هو مطلوب، وهنا يأتي دور الإدارة التي تعرف إستراتيجيتها، أن تختار عناصر يسهمون بشكل فاعل في تنفيذ الخطط.

لذلك كتابة الإستراتيجية هي البداية ولكن ليست النهاية، فإذا كانت الإستراتيجية مبهمة أو غير قابلة للتنفيذ، فإن الفجوة بين «المخطط» و«الواقع» تصبح كبيرة للغاية، وربما تنفيذها على أرض الواقع يحتاج إلى أكثر من مجرد فهم نظري.

والجميع يمكن أن يقع في فخ الفجوة بين الإستراتيجية والتنفيذ بينما لو تنبهنا لعدة عوامل بسيطة سنخرج بمعادلة ناجحة، تعتمد على ضرورة التواصل والتوجيه الفعّال بين فرق العمل ووضع آليات لذلك. وجود قائد قوي يلهم ويحفز فريق العمل، وطرق التعامل مع الموظفين في التكيف مع التغيرات الطارئة أثناء التنفيذ، إضافة لمتابعة مؤشر الأداء وتقييمه بشكل مستمر.

يمكن القول إن كتابة الإستراتيجية والتنفيذ وجهان لعملة واحدة. إذا كانت الإستراتيجية صحيحة، ولكن التنفيذ ضعيف أو غائب، فستظل هناك فجوة كبيرة بين ما خطط له وما يتم تحقيقه على أرض الواقع. وعليه، فإن نجاح الإستراتيجية لا يعتمد فقط على وضوحها، بل أيضًا على القدرة الفائقة في تنفيذها بفعالية، ولذلك يجب التركيز على ضمان التوازن بين التخطيط والتنفيذ لتحقيق النجاح المستدام.