المدينة المنورة : سعد الحربي

باتت المقاهي تزاحم اجتماعات الأسر التي عادة ما تعقد بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، حيث راحت تلك المقاهي تجذب الشباب وتبعدهم عن جمعات العائلة.

وعلمت بعض المقاهي على فتح أبوابها عقب صلاة الجمعة مباشرة بما أتاح لكثير من الأفراد الالتقاء فيها مع الأصدقاء والزملاء، حيث باتت لقاءات عقب صلاة الجمعة تقليدًا بعيدًا عن الرسميات والتكلف، في ظل أجواء من الاسترخاء توفرها المقاهي الحديثة التي باتت تتفنن في طريقة جذب هؤلاء.

قهوة الجمعة

يوضح عبدالرحمن الجهني أن فكرة قهوة الجمعة بدأت معه ومع أصدقائه قبل بضعة أعوام، وقال «مع زحمة الأعمال وكثرة الالتزامات اليومية واختلافها بين فرد وآخر، صار الالتقاء بالأصدقاء والزملاء صعبا خلال أيام العمل في الأسبوع، ومن هنا جاء اقتراح تناول القهوة بعد صلاة الجمعة مباشرة في أحد المقاهي، التي يراعى في موقعها أن يكون مناسبًا للأصدقاء، مع الحرص على جودة منتجاتها».

وأضاف «باعتبار أن يوم الجمعة هو يوم إجازة للجميع تقريبا، بات لقاء الأصدقاء فيه مطلوبًا لتجديد المحبة، وتبادل النقاشات والأحاديث، وقد لقيت الفكرة استحسان ودعم الأصدقاء والزملاء، وباتت عادة أسبوعية».

وتابع «نحرص ألا تتجاوز مدة اللقاء الـ90 دقيقة في حدها الأقصى، وذلك كي نترك للعائلة والأسر فرصتها»

وأضاف «تعد القهوة جزء من ثقافة المجتمع في المدينة المنورة، ولذا فإن عددا من المقاهي ذات العلامات التجارية، وعلى الأخص في طريق سلطانة وهو المحور التجاري الأبرز، باتت تفتح أبوابها لاستقبال جمعات الأصدقاء والزملاء».

وبين «لا تعد الجمعات في هذا الشارع وليدة السنوات الأخيرة، فمنذ أكثر من 20 عامًا كانت مقاهي هذا الطريق شاهدًا على توافد السكان إليها، واليوم أصبحت قهوة الجمعة جزءًا من ثقافة المجتمع في المدينة المنورة، حيث باتت كثير من المقاهي تقدم عروضًا جاذبة للزبائن مثل (التمر، الحلويات، ماء زمزم، البخور)، وذلك ضمن الخدمات التي تقدمها لعملائها».

تجديد العهد

يركز عبدالرحمن النزاوي على أن «قهوة الجمعة تجسد فكرة تجديد العهد بالأحبة والأصدقاء، حيث صارت فرصة للقياهم واطمئنان بعضهم على أحوال بعض».

ويذكر عبدالله سكر أن «قهوة الجمعة ليست مجرد كوب في مقهى، بل هي مناسبة لتلبية لهفة شوق تجمع أحبابًا وأصدقاء يشتاقون للقاء بعضهم بعضها، وهي تزيد من الألفة والمحبة بينهم، وتتيح لهم فرصة لإلقاء ضغوط الحياة المختلفة خلف ظهورهم ولو لبعض الوقت».

مساحة ارتياح

رأى عبدالله العنسي أن «قهوة الجمعة التي يلتقي فيها الأصدقاء باتت من الطقوس الأسبوعية التي يحرص وأصدقاؤه على التمسك بها».

وأضاف «يضفي اللقاء أجزاء من البهجة نحتاجها جميعا، ونحن نبدأه بالاطمئنان على أحوال بعضنا بعضا، ثم نعرج إلى مناقشة المواقف المختلفة التي حدثت خلال الأسبوع، ونستذكرها جميعها سواء كانت مضحكة أو تعيسة، ثم نعرج إلى مناقشات اجتماعية ورياضية واقتصادية، كما نناقش أحيانًا بعض المشكلات ونبحث عن حلول للتحديات التي قد تواجه بعض الأصدقاء».

وختم «باتت قهوة الجمعة مساحة نرتاح فيها، خصوصًا أنها تأتي في الغالب عفوية ودون أي تكلف».

نمط مختلف

يجزم عبدالعزيز الظاهري أن نمط لقاء الأصدقاء والزملاء تغير اليوم، حتى التجمعات العائلية تغيرت بنسبة كبيرة، وانتقلت من المنازل إلى المقاهي. وقال «من هنا كانت فكرة قهوة الجمعة للالتقاء بالأصدقاء، وصارت عادة لا نستغني عنها، لأنها تقوّي علاقتنا، وتشعرنا أننا عائلة أكثر من كوننا مجرد أصدقاء».

وأوضح عبدالرحمن العقبي أن «مبادرة قهوة الجمعة صارت تقليدًا جميلًا، وهي مناسبة حتى للأصدقاء الذين يعملون خارج المدينة المنورة، حيث نتشارك الأحداث ذات الاهتمام المتبادل والتجارب الجديدة، وهي كذلك مناسبة لتكوين علاقات اجتماعية جديدة».

وأضاف «استثمرنا هذه اللقاءات في تبادل الخبرات والأحاديث والتجارب».

أما عمر النزاوي، فيؤكد أن «أهم ما يميز قهوة الجمعة هو روح البساطة والدفء الذي تشيعه في نفوس الجميع، فنحن نلتقي ونتحدث عن أمور الحياة اليومية ونتناول الذكريات والمشاريع المستقبلية».

ـ مقاهي تفتح أبوابها عقب صلاة الجمعة لاستقبال زبائنها

ـ هذه المقاهي باتت فرصة للقاءات الجمعة بين الأصدقاء والزملاء

ـ المقاهي تقدم عروضًا مغرية لجذب الزبائن

ـ لقاءات الجمعة في المقاهي باتت تزاحم لقاءات الأسر

ـ مرتادو هذه اللقاءات يرونها فرصة ملائمة للبعد عن ضغوط العمل